الإسلام في البلقان

الإسلام في البلقان





[ تعتبر
شبه جزيرة البلقان من أهم المناطق الإسلامية في القارة الأوروبية .. ومن أهم معابر
ومنابر الدعوة الإسلامية في هذا الجزء من العالم .. وقد خضعت البلقان للحكم
الإسلامي منذ عام 797 هجرية ( 1394 ميلادية ) .. بينما عرفت الإسلام منذ بدايات
القرن الهجرى الأول .. وقد حافظ المسلمون في دول البلقان على هويتهم العقائدية رغم
المعاناة التى لاحقتهم من خصوم الإسلام والمسلمين .





[ كما تعتبر صربيا – التى تقع في قلب شبه جزيرة البلقان
- من أكثر دول البلقان قوة .. ويعيش في
صربيا أكثر من 3 مليون نسمة من المسلمين من إجمالى سكانها البالغ نحو عشرة ملايين
نسمة .. ويعتبر الإسلام ثانى ديانة في صربيا .. وقد حكمتها الدولة الإسلامية لمدة
أربعة قرون إعتباراً من عام 1459 حتى عام 1878 ميلادية .. أسس المسلمون خلالها
حضارة إسلامية راقية .. تمثلت في إنشاء المساجد ودور التعليم ونشطت حركة التأليف
والترجمة وإنشاء المكتبات الإسلامية العامرة بالمراجع والمخطوطات في مختلف المعارف
والعلوم .. وقد بلغ عدد الكتب الإسلامية التى تم نشرها في صربيا حتى عام 1983
ميلادية أكثر من خمسة آلاف كتاب إسلامي يوضح موقف الإسلام من مختلف القضايا
المعاصرة .





[ ومن دول شبه جزيرة البلقان أيضاً ..
جمهورية كرواتيا التى أعلنت إستقلالها منذ عام 1991 ميلادية .. ويوجد في كرواتيا
أقلية مسلمة نشطة بلغ عددها أكثر من نصف مليون نسمة .. وقد تزايدت أعداد المسلمين
بها بعد الإستقلال .. حيث عاد عدد كبير من الشعب الكرواتى المسلم من البلاد التى
هاجروا إليها .





[ وكرواتيا هى احدى معاقل الإسلام والتعريب
في شبه جزيرة البلقان .. حيث تعرّف شعبها على هدايات الدين الإسلامي الحنيف منذ
أقدم الفترات التاريخية .. متأصل الوجود الإسلامي في كرواتيا منذ القرن الثالث
الهجرى .. وتضم مكتبات كرواتيا العديد من المخطوطات الإسلامية النادرة – التى يجرى تحقيقها ونشرها حالياً- كما
تأثر الأدب الكرواتى بالقيم الإسلامية الإنسانية في كافة المجالات .. وتضم كرواتيا
مئات المساجد ودور التعليم والمكتبات الإسلامية .. فكانت من أهم مراكز التعريف
بالإسلام ونشره في أوروبا .. وقد إستردت كرواتيا مكانتها حيث نشطت أسواق الكتاب
الإسلامي وأفتتحت العديد من المدارس الإسلامية لنشر هدايات الإسلام وتربية النشء
المسلم تربية إسلامية صحيحة .





[ ومن دول البلقان .. جمهورية مقدونيا ..
التى تحتضن نصف مليون نسمة من المسلمين .. بينما يبلغ عدد سكانها مليون و700 ألف
نسمة .. وقد فتحت مقدونيا صدرها لدعوة الإسلام منذ وقت مبكر .. وحافظ شعبها المسلم
على شخصيتة الإسلامية .. ويوجد في مقدونيا 372 مسجداً جامعاً .. كما أنجز المسلمون
ترجمة حرفية لمعانى القرآن الكريم باللغة المقدونية .. كما ترجموا بهذه اللغة
الأحاديث النبوية الشريفة وأمهات الكتب الدينية .. وتوجد هناك كليات إسلامية .





[ وسلوفينيا هى احدى دول شبه جزيرة
البلقان وتضم 560 ألف نسمة من إجمالى عدد
السكان الذى يزيد عن مليون و993 ألف نسمة .. وتعرف سلوفينيا بأنها بوابة البلقان
إلى أوروبا .. وقد عرفت سلوفينيا الإسلام منذ القرن الرابع الهجرى .. وأصبح
الإسلام حقيقة موجودة منذ هذا القرن .. وقصدتها الهجرات الإسلامية من دول شرق
أوروبا .. فأدى ذلك إلى دعم الأقلية المسلمة هناك .. وتوحدت جهود المسلمين لإنشاء
المؤسسات الإسلامية التى أدت دورا إيجابيا .. في إبراز المعطيات الحضارية
الإسلامية لبلدان أوروبا .. ويوجد في سلوفينيا 490 مسجدا جامعا ومئات المدارس
الإسلامية .. وتعتبر سلوفينيا كنزا كبيرا للتراث الإسلامي الوفير في شبه جزيرة
البلقان .





[ وبلغاريا .. من أهم دول البلقان .. وقد
فتحها المسلمون في نهاية القرن الثامن الهجرى .. وإستمر الحكم الإسلامي لها مدة
تزيد عن خمسة قرون ونصف .. تأصلت خلالها هوية المجتمع المسلم .. ويوجد اليوم في
بلغاريا أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون نسمة من المسلمين .. يمثلون ثلث عدد
السكان .. وقد عانى المسلمون في بلغاريا من الإضطهاد الشيوعى .. ولولا ذلك لكانت
بلغاريا دولة إسلامية خالصة في قارة أوروبا .. وقد نجحت الدبلوماسية الإسلامية في
تحقيق مكاسب إيجابية لصالح المسلمين .. فتم إفتتاح المساجد المغلقة كما تم إنشاء
مدارس إسلامية جديدة .. وكليات إسلامية لتخريج الدعاة اللازمين للعمل في مجالى
الدعوة والتعليم .. وتشهد بلغاريا عهدا جديدا من التقدم الإسلامي في كافة المجالات
.





[ ومن أهم الأقاليم المسلمة في شبه جزيرة البلقان
.. أقليم السنجق الذى يضم أغلبية مسلمة بلغت 75% من إجمالى سكان هذا الأقليم
وعددهم نصف مليون نسمة.. ويقع السنجق في نطاق صربيا وكذلك أقليم "
فويفودينا" الذى عرف سكانه الإسلام منذ القرن الرابع الهجرى .. ويضم الأن 833
ألف نسمة من المسلمين .. بينما بلغ عدد سكانه مليون و933 ألف نسمة .. وتبلغ عدد
المدارس الإسلامية 185 مدرسة بينما يوجد مئات المساجد في جميع المدن والقرى .





[ وشهر رمضان المبارك له مذاق خاص في شبه
جزيرة البلقان .. حيث يحرص المسلمون على إبراز معالم هويتهم فتضاء جميع المساجد
وتوفد الإدارات الدينية قوافل الدعاة وقراء القرآن الكريم إحياء ليالى شهر رمضان
المبارك .. وتخصص الدروس الدينية إعتباراً من نصف شعبان لبيان أحكام الصيام وأدابه
.. ومن عادات المسلمين في شبه جزيرة البلقان .. إعداد موائد الأفطار الجماعية في
الميادين العامة وأمام المساجد .. وإقامة حلقات القرآن الكريم بجميع المساجد ..
وللنساء حلقات جماعية خاصة في المنازل .





[ ونظراً لأن المسلمين في شبه جزيرة
البلقان تربطهم علاقات قربى ومصاهرة.. فان شهر رمضان المبارك من أكبر المناسبات
الإسلامية التى تضم شمل الأسر المسلمة المتعددة .. وقد قرر الأزهر الشريف ووزارة
الأوقاف المصرية إيفاد قوافل تضم الدعاة والقراء لمشاركة المسلمين في دول البلقان
إحتفالاتهم بشهر رمضان المبارك .. كما قررت المؤسسات الإسلامية العالمية إهداء
المسلمين في البلقان مكتبات إسلامية تضم المصاحف الشريفة وكتب أحكام الصيام ..
ويعتبر شهر رمضان للعام الحالى من أهم معالم وحدة المسلمين في شبه جزيرة البلقان
.. بعد إنتهاء التوتر الذى هدد أمن البلقان عدة سنوات .