الإسلام في كورساو

الإسلام في كورساو





[ كورساو
.. هى إحدى الجزر الواقعة في البحر الكاريبى .. وتقع بالقرب من فنزويلا .. بالساحل
الشمالى لأمريكا الجنوبية .. وقد اكتشفها كريستوفر كولمبس مع مجموعة من الجزر
الأخرى في عام 899 هجرية ( 1493 ميلادية ) .. وقد احتلتها أسبانيا منذ هذا التاريخ
.. ثم بدأت هولنده في احتلالها منذ عام 1044 هجرية (1634 ميلادية) .. وامتد
الاحتلال الهولندى ليشمل مجموعة من الجزر الأخرى المجاورة من الجزر التى تبعد عنها
بحوالى 900 كيلو متر .. وأطلق على هذه الجزر اسم الأنتيل الهولندية حتى استقلت
عنها في عام 1954 ميلادية .. وترتبط هذه الجزر باتحاد مع سورينام وهولنده .. مثل
الكومنولث البريطانى .





[ وكورساو .. من أكبر جزر هذه الدولة ..
وتقع بها العاصمة " ويلمستاد" التى تضم نصف سكان الجزر .. ولا تزيد
مساحة جميع الجزر عن ألف وعشرين كيلو متر.. وإجمالى عدد السكان ربع مليون نسمة
أغلبهم من الأفارقة والهنود الحمر .. واللغة الهولندية هى اللغة الرسمية .. بينما
تنتشر هناك اللغة الأسبانية وبعض اللغات المحلية واللغة الإنجليزية .





[ وقد شهدت كورساو .. هجرات إسلامية مبكرة
منذ القرن العاشر الهجرى وذلك من غرب القارة الأفريقية والأندلس .. وأسس المسلمون
في كورساو حضارة إسلامية .. كما نشروا الإسلام بين الهنود الحمر – سكان البلاد – الذين رجعّوا بدعوة الإسلام .. وكانت كورْساوْ من أهم مراكز
الإسلام في البحر الكاريبى وشمال أمريكا الجنوبية .





[ وقد أدى الاحتلال الأسبانى والهولندى
للجزيرة .. إلى اضعاف مسيرة المدّ الإسلام في كورساو والجزر الغريبة منها ..
وبالرغم من ذلك استمرت الهجرات الإسلامية إلى هذه المنطقة من العالم .. وذلك من
شبه القارة الهندية وأفريقيا .. واستقروا في العاصمة " ويلمستاد" وظلوا
يمارسون شعائر دينهم بصفة فردية في منازلهم .





[ ومنذ استغلال هذه الجزر في عام 1954
ميلادية .. بدأت مرحلة جديدة من مراحل الدعوة الإسلامية .. حيث أسس المسلمون
العديد من المساجد في كورساو ثم باقى الجزر .. كما تم إنشاء بعض المدارس الإسلامية
للحفاظ على هوية النشء المسلم .. واعتنق بعض السكان من أصل أفريقي الإسلام .. وقد
اعترفت السلطات الحاكمة بالجالية المسلمة واعترفت بالإسلام كدين يدين به عدد لابأس
به من السكان.





[ وقد بلغ عدد المسلمين في كورساو ثلاثة
آلاف مسلم في عام 1964 ميلادية.. وقد تزايدت أعدادهم عبر السنوات فأصبحوا نحو سبعة
آلاف نسمة حتى عام 1974 ميلادية .. ويتمتع المسلمون هناك باحترام كبير وذلك بسبب
أمانتهم وحسن معاملتهم لباقى السكان .. كما وصل إلى كورساو أكثر من ألف مسلم
هاجروا إليها من لبنان وسوريا وفلسطين للعمل بالتجارة .. وهكذا أصبح عدد المسلمين
أكثر من ثمانة آلاف مسلم .. لهم ورزن كبير في كافة المجالات .





[ وقد عقد المسلمون في العاصمة "
ويلمستاد" مؤتمرا قرروا خلاله توحيد جهودهم والعمل على إنشاء أول جمعية
إسلامية في كورساو .. وقد سجلت هذه الجمعية رسميا في عام 1384 هجرية ( 1964
ميلادية ) .. وبدأت بإنشاء مسجد جامع في العاصمة .. ألحق به مدرسة إسلامية وبعض
المبانى الإدارية ومسكن لإمام المسجد .. كما حصلت الأقلية المسلمة على قطعة أرض
أقامت عليها مقبرة إسلامية.. كما تم إقامة ناد عربى ومدرسة إسلامية أخرى .





[ ونظراً لأن السلطات في كورساو لا تقدم
دعماً لأتباع الديانات المختلفة .. فقد قرر المسلمون التعاقد مع بعض الدعاة
والمعلمين وذلك لدفع مسيرة المدّ الإسلامي في كورساو .. وقد نشطت الجمعية
الإسلامية لجمع أموال الزكاة والتبرعات من المسلمين لدعم مؤسسات الدعوة والتعليم
.. وبدأت الأقلية المسلمة في بناء مركز إسلامي وفقاً لأحدث نظم العمارة الإسلامية
.. ويتكون المركز الإسلامي في مدينة "ويلمستاد" العاصمة من مسجد جامع
ومصلى للسيدات .. ومعهد إسلامي ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم اللغة العربية
.. وعيادة طبية ومدرسة قرآنية للفتيات المسلمات ومساكن للمعلمين والدعاة .





[ وقد تولى رئاسة المركز الإسلامي أحد
الدعاة – من أصل
لبنانى – ويتم إنتخاب
رئيس المركز الإسلامي والأمين العام بمعرفة المسلمين .. ويتولى رئيس المركز دور
المفتى .. وقد أقام المركز الإسلامي إحتفالاً بذكرى المولد النبوى الشريف حضره عدد
كبير من المسلمين .. كما أوفد بعض الدعاة إلى الجزر الأخرى الذى ألقوا دروس الوعى
الدينى وطالبوا كافة المسلمين بالحفاظ على هويتهم العقائدية وتطبيق شرع الله تعالى
في كافة المعاملات والسلوكيات .





[ وقد أوفد المركز الإسلامي المصرى في البرازيل
أحد دعامة للتعرف على مطالب المسلمين في كورساو .. كما أهدى لهم مكتبة إسلامية تضم
المصاحف الشريفة والكتب الدينية باللغتين الأسبانية والهولندية .. كما أوفد المركز
الإسلامي في كاراكاس – عاصمة فنزويلا – بعض الدعاة إلى المسلمين في كورساو للتعرف على مطالبهم وموافاة الأزهر
الشريف بتقرير وافى عن أحوال المسلمين في كورساو وباقى الجزر للعمل على تلبيتها ..
كما اهتمت رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة بالصحوة الإسلامية المعاصرة في
كورساو .. وارسلت دعاتها إلى هناك .





[ وتتلخص مطالب المسلمين في كورساو – وفقا للتقارير التى وردت إلى الأزهر
الشريف – في ضرورة دعمهم
بالدعاة والمعلمين للمساهمة في نشر الوعى الدينى .. والتعريف بأحوالهم وجهادهم من
أجل نشر الدعوة الإسلامية .. ودعوة قادة العمل الإسلامي في كورساو للمشاركة في
المؤتمرات الإسلامية التى تعقد في الدول العربية والإسلامية .





[ وتعتبر هذه أول تعريف بأحوال المسلمين في
كورساو .