الإسلام في سورينام
[ سورينام .. هى إحدى دول أمريكا الجنوبية .. التى قررت وزارةة الأوقاف في جمهورية مصر العربية .. إيفاد قافلة من الدعاة الذين يجيدون التحدث باللغات الأجنبية .. للعمل بالمراكز الإسلامية التى أسسها المسلمون هناك منذ عدّة سنوات .
[ وتبلغ مساحة سورينام 163 ألف و265 كيلو مترات مربعة .. وبلغ عدد سكانها أكثر من 385 ألف نسمة .. ثلثهم من المسلمين .. والعاصمة هى مدينة "بَراَمَا – رِيئو" .. التى تتركز بها غالبية المسلمين وأغلب المؤسسات الإسلامية العاملة في حقلى الدعوة والتعليم الإسلامي .. ومن أشهر هذه الجمعيات مجلس سورينام الإسلامي .. وجمعية إسلام سورينام ومنظمة سورينام الإسلامية واتحاد المسلمين وجمعية المسلمين ..
[ تحدّ سورينام من الشرق : جويانا الفرنسية .. ومن الغرب : جويانا البريطانية.. ومن الشمال : المحيط الأطلنطى .. ومن الجنوب : البرازيل .. وكانت سورينام تعرف من قبل باسم " جويانا" الهولندية .. حتى استقلت عن هولندا في عام 1975 ميلادية .. واتحدت مع المستعمرات الهولندية السابقة المجاورة لها أوالغربية منها في اتحاد أشبه بالكومنولث .. ونظراً لأن سورينام بها أقلية مسلمة قدّرت بثلث عدد السكان .. لذا فإنها أكثر دول أمريكا الجنوبية احتصانا لدعوة الإسلام.
[ وقد عرفت سورينام الإسلام منذ القرن الخامس الهجرى .. عندما هاجرت إليها جماعات مسلمة من غرب أفريقيا .. واستقروا في البلاد وأسسوا العديد من المساجد الصغيرة التى بنيت وفقا للطراز المعمارى البسيط الذى انتشر في شبه الجزيرة العربية في عصور الإسلام الأولى .. وقد عثر علماء الأثار هناك على مسجد بسيط مربع الشكل .. طول كل ضلع من اضلاعه حوالى 20 مترا .. وبكل ركن من أركانه الأربعة .. حجرة صغيرة .. بينما بلغ ارتفاع المسجد خمسة أمتار .
[ أما المواد التى بنى منها المسجد فهى عبارة عن حجارة سوداء .. أما سقف المسجد فقد صنع من الأخشاب .. ويوجد محراب المسجد نحو الجهة القبلية وبه عامود خشبى مستطيل .. كما توجد بالمحراب نافذة صغيرة تسمح بدخول أشعة الشمس .. وتعرف عهذه النافذة باسم " المصباح" .. ويوجد هذا المسجد في منتصف مدينة " براما – ريبو" العاصمة الحالية .. ويعود تاريخ بناء هذا المسجد إلى القرن السادس الهجرى .
[ فالأفارقة هم أول جالية مسلمة استقرت في سورينام .. وهم الذين نشروا الإسلام بين الهنود الحمر .. وقامت بين الأفارقة والهنود الحمر علاقات تزاوج ومصاهرة .. أدت إلى زيادة أعداد المسلمين في سورينام .. كما كان الإسلام أول دين سماوى عرف في سورينام .
[ وقبل نهاية القرن الخامس الميلادى .. وصل الأسبان إلى سواحل سورينام وادعوا أنهم أول من إكتشفها .. في حين أن المسلمين الأفارقة هم أول من أكتشف واستقر في هذا الأرض وهذه المنطقة من العالم .. وقد احتلت أسبانيا سورينام من هذا التاريخ .. بل وادعت ملكيتها لها .. ولكن دول أوروبا لم تترك أسبانيا في سورينام .. حيث احتلتها هولنده في عام 1078 هجرية ( 1667 ميلادية ) .. واستمرت حتى عام 1975 ميلادية اى حوالى ثلاثة قرون .. وذلك بعد أن احتلتها بريطانيا عدة مرات .
[ وقد هاجر المسلمون لمقاومة الغزو الأوروبى لسورينام .. وأحرزوا العديد من الانتصارات على الأوروبين .. حتى عقدت هولندة معاهدة مع المسلمين في سورينام في عام 1280 هجرية ( 1863 ميلادية ) .. بعدها عززت هولنده من وجودها العسكرى .. حتى أصبحت سورينام في قبضة الاستعمار الهولندى وعُرفت باسم "جويانا الهولندية" .
[ بلغ عدد المسلمين في سورينام 128 ألف نسمة يمثلون ثلث عدد سكان البلاد.. أغلبهم – اليوم – من أصل آسيوى .. يليهم المسلمون من أصل أفريقي .. ثم الهنود الحمر وقلة قليلة من الأوروبين .. واللغة الهولندية هى اللغة الرسمية في سورينام .. وتنتشر هناك اللغات الوطنية للمسلمين في آسيا وأفريقيا .. وقد أدى تلاحم المجتمع المسلم إلى نشوء لغة جديدة تضم مفرداتها كلمات هولندية وأوروبية وصينية وبعض لهجات أفريقية .
[ حافظ المجتمع المسلم في سورينام على الهوية العقائدية .. فاسسوا العديد من المساجد التى بلغت اليوم أكثر من 160 مسجداً وبكل مسجد مدرسة إسلامية لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم اللغة العربية .. وقد بنيت هذه المساجد والمدارس بالجهود الذاتية من تبرعات المسلمين .. كما أسس المسلمون بعض المراكز الإسلامية أدلها المركز الإسلامي في العاصمة .. وقد حاول أتباع النحلة " القاديانية" المنحرفة التسرّب إلى صفوف المسلمين في سورينام وحاولوا خداعهم .. ولكن دعاة الأزهر الشريف في فنزويلا .. تطوعوا للعمل بين المسلمين في سورينام وقاموا بنشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة بينهم .. فأهتم الأزهر ووزارة الأوقاف المصرية بدراسة أحوال المسلمين في سورينام .. حيث تقرر – منذ أيام – إيفاد قافلة من الدعاة للعمل بين المسلمين .
[ جاء اكتشاف المسجد الأثرى الذى بناه المسلمون في سورينام منذ القرن السادس الهجرى .. باكورة لاعتزاز المسلمين بأمجادهم الإسلامية وأنهم أصحاب أول دعوة سماوية عُرفت في سورينام .. وبدأت إتصالاتهم ببلدان العالم العربي والإسلامي طلباه للعون في دفع مسيرة العمل الإسلامي في مجالات الدعوة والتعليم الإسلامي ونشر التعريب .. حتى أصبحت سورينام أرضا خصبة لقبول دعوة الدين الحنيف .
[ من أهم مؤسسات العمل الإسلامي المعاصر في سورينام .. اتحاد الجمعيات الإسلامية .. وجمعية إسلام سورينام واتحاد المسلمين وغيرها .. كما يوجد في حكومة سورينام وزراء من المسلمين .. وتم تأسيس مجلس للتنسيق بين الجمعيات الإسلامية العالمة في سورينام .. وقد حقق المجلس نتائج إيجابية في توحيد العمل الإسلامي بين الأفارقة والآسيوين .
[ وأغلب المسلمين في سورينام على مذهب أهل السنة .. وقد برز من علماء الإسلام هناك من تولى التدريس في المدارس الإسلامية .. وبالإضافة إلى البعثة الأزهرية أوفدت المملكة العربية السعودية عددا من الدعاة والمعلمين .
[ كما حمل أعضاء البعثة الأزهرية العاملة في سورينام معهم مكتبة إسلامية تصم المصاحف الشريفة وأمهات الكتب الدينية وكتب الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية .. وذلك للحفاظ على الهوية العقائدية للشعب السورينامى المسلم والحفاظ على هوية النشء المسلم والعمل على تعريب لسانه بالعروبة القرآنية .
[ كما أكدت الدارسات التى أُجريت حول الخريطة البشرية في سورينام .. أن المجتمع الإسلامي هناك يتكون من 37.6% من الهنود و15.2% من أندونيسيا و9.4% من الأفارقة و2.1% من الهنود الحمر أصحاب البلاد و1.5% من الصين و1% من أصل أوروبى .. ونتيجة لتعدد الأجناس البشرية التى يتكون منها المجتمع السورينامى .. تعددت اللغات واللهجات التى يتحدثون بها .. وبالرغم من أن اللغة الهولندية هى اللغة الرسمية في البلاد .. الآ أن التلاقح اللغوى أدى إلى نشوء لغة جديدة اسمها : " تاكى – تاكى" تضم مفردات لغوية من جميع اللغات المتداولة هناك وهى : الأوروبية والجاوية والأندونيسية والصينية وبعض اللغات الأفريقية والإنجليزية والفرنسية .