الإسلام في البرازيل
[ البرازيل .. هى أكبر دولة في امريكا الجنوبية – التى شهدت في السنوات الأخيرة اقبالاً متزايدا على اعتناق الإسلام .. حتى أصبحت أعداد المسلمين مليون و600 ألف نسمة .. وذلك بسبب توحيد جهود الجمعيات والمؤسسات الإسلامية العاملة في مجالات الدعوة والتعليم الإسلامي .. حيث تأسس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في البرازيل ليسهم بدور إيجابى في دفع مسير العمل الإسلامي هناك .. ويضم المجلس في عضويته 28 جمعية إسلامية تعمل للحفاظ على هوية النشء المسلم وربطه بقضايا الأمة الإسلامية .
[ وللإسلام في البرازيل قصة طويلة بدأت منذ القرن الرابع الهجرى .. حينما هاجر إلى شواطئ البرازيل عدد لابأس بهمن مسلمي غرب أفريقيا .. واستقروا في هذا الجزء من أمريكا الجنوبية وأسسوا هناك مجتمعات مسلمة استطاعت أن تبلّغ دعوة الدين الإسلامي منذ هذا الوقت المبكر إلى سكان البلاد من الهنود الحمر .. وقد أسس المسلمون في البرازيل بعض المساجد كما حملوا معهم المصاحف الشريفة .. لذا فإن الإسلام هو أول دين سماوى عرف في أمريكا الجنوبية .. كما أن المسلمين الأفارقة هم أول من اكتشف البرازيل .. وعندما بدأت حركة الكشوف الجغرافية الأوروبية للبرازيل في عام 1500 ميلادية تناقشت على احتلالها كل من البرتغال وأسبانيا .. فحصلت البرتغال على البرازيل الحالية بينما حصلت أسبانيا على باقى أمريكا الجنوبية .. كما تدفقت الهجرات من الأندلس إلى البرازيل .. الاّ أن البرتغال وضعت العديد من المعوقات والعراقيل أمام تبليغ دعوة الإسلام .. وبالرغم من ذلك استمرت الهجرات الإسلامية بصورة غير علنية .. حيث كتم المسلمون إسلامهم في صدورهم .
[ أما الهجرات الإسلامية التى تمت بعد ذلك .. فقد بدأت منذ عام 1549 إلى عام 1850 ميلادية .. وذلك حين جلبت البرتغال أعدادا من الأفارقة قدّرت أعدادهم في هذه الفترة بأكثر من ستة ملايين أفريقي .. كان أغلبهم من المسلمين .. فأقاموا المساجد والمدارس الإسلامية وبرز من بينهم عدد لابأس به من الذين هاجروا بدعوة الإسلام .. وقد وّضعت العراقيل مرة أخرى أمام مؤسسات الدعوة الإسلامية .
[ أما الهجرات الإسلامية المعاصرة فضّمت أعدادا لابأس بها من بلاد الشام – سوريا ولبنان وفلسطين – حيث ضّمت 550 ألف نسمة من المسلمين .. وبرزت الهوية الإسلامية والعمل الإسلامي في البرازيل منذ عام 1956 ميلادية .. وذلك بإنشاء المركز الإسلامي المصرى في مدينة " ساو باولو" حيث أوفد الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية بعض الدعاة للعمل في المركز الإسلامي .. والقيام بواجب تبليغ الدعوة الإسلامية .. وقد تمكنت الأقلية المسلمة في بداية الأمر من إنشاء 14 مسجدا في بعض المدن البرازيلية .. كما أسسوا 28 جمعية إسلامية أدت– ومازالت تؤدى – رسالة إيجابية في العمل الدعوى والتعليم الإسلامي .. ويوجد اليوم في البرازيل 12 مليون عربي نصفهم من لبنان .. بينما بلغ عدد المسلمين مليون و600 ألف نسمة يمثلون 1% فقط من إجمالى سكان البرازيل .
[ وينتشر المسلمون – اليوم – في 22 ولاية برازيلية .. والإسلام هو الديانة السماوية الثانية .. وتنتشر المساجد في المدن الهامة بالإضافة إلى المساجد الصغيرة المخصصة للصلوات الخمس يوميا .. كما يحرص المسلمون على إنشاء النوادى الإسلامية التى تعتبر صورة مبسطة للمراكز الإسلامية .. حيث تضم مصليات لأداء الصلوت ومدارس قرآنية .. وقد بلغ عدد المساجد الجامعة اليوم في البرازيل 35 مسجدا .
[ والبرازيل .. هى خامس دولة في العالم من حيث المساحة .. إذ تبلغ مساحة أراضيها 8 ملايين و511 ألف و965 كيلو مترا مربعا .. وعدد سكانها نحو 160 مليون نسمة .. وقد تغيّرت عاصمة البرازيل ثلاث مرات .. حيث كانت العاصمة مدينة " باهيا" ثم أصبحت مدينة " ريو- دى- جانيرو" .. أما العاصمة الحالية للبرازيل فهى مدينة " برازيليا" .. ويتكون المجتمع البرازيلى من عناصر بشرية أوروبية تمثل 63% من إجمالى عدد السكان .. والأفارقة الذين يمثلون نسبة 15% وبعض المهاجرين من آسيا والأندلس ويمثلون 21% من إجمالى عدد السكان .. أما الهنود الحمر سكان البلاد فهم أقلية تمثل نسبة 1% فقط من سكان البرازيل .. والباقى من دول البحر الكاريبى وبعض دول أمريكا اللاتينية .. ونظام الحكم في البرازيل جمهورى .. والعملة المتداولة هناك أسمها " كرو- زيرو" وقد استقلت البرازيل عن البرتغال وانضمت إلى الأمم المتحدة في 24 أكتوبر عام 1945 ميلادية .
[وقد تمكّن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في البرازيل .. من توحيد جهود الجمعيات الإسلامية والدعاة .. وإنشاء عدد لابأس به من المدارس القرآنية والحفاظ على هوية النشء المسلم والتعريف بهدايات الدين الإسلامي الحنيف بين الشعب البرازيلى .. واستخدم وسائل الإعلام واعتباره من مناير الدعوة الإسلامية المعاصرة.. بالإضافة إلى إقامة الندوات والمؤتمرات الإسلامية وتنظيم لقاءات للحوار الإسلامي من أتباع الديانات الأخرى .. مما أسهم بشكل إيجابى في توسيع رقعة الخصوبة الإسلامية وزيادة أعداد المسلمين في البرازيل .. كما يقوم المسلمون بشراء مساحات زمنية في اذاعة وتلفزيون البرازيل لإذاعة البرامج الدينية .
[ ويشرف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في البرازيل على مذابح الدجاج المنتشرة هناك للتأكد من أن الذبح يتم وفقا للشريعة الإسلامية .. وذلك بناء على طلب اتحاد مصدرى الدجاج إلى الدول الإسلامية .. كما قامت الجمعيات الإسلامية الأعضاء بالمجلس – وعددها 28 جمعية – بإنجاز ترجمة حديثة لمعانى القرآن الكريم باللغة البرتغالية .. ولدى كل مسلم برازيلى تسخة من المصحف الشريف وترجمة لمعانيه باللغتين البرتغالية والإنجليزية .. كما تم ترجمة بعض الكتب الدينية التى تتناول حقوق الإنسان إلى اللغة البرتغالية .
[ ونظراً لوجود 12 مليون عربي بالبرازيل .. فان مسيرة التعريب قد حققت تقدما ملموساً .. وتحرص الأسر المسلمة على تعليم النشء المسلم اللغة العربية .. حيث تنتشر هناك المدارس القرآنية التى تصون الهوية العربية عن طريق حفظ القرآن الكريم .
[ ويحرص المسلمون في البرازيل على إقامة معارض الثقافة الإسلامية التى تضم الكتب الدينية وصور مساجد العالم الإسلامي .. ودعوة علماء الإسلام من بلدان العالم العربي والإسلامي لإلقاء المحاضرات الدينية وبيان موقف الإسلام من مختلف القضايا .. وقد بدأت الحكومة البرازيلية في تقديم الدعم اللازم للمؤسسات الإسلامية.. وتتوقع المصادر الإسلامية زيادة أعداد المسلمين في البرازيل في السنوات القليلة المقبلة .