الإسلام في جرينادا
[ جرينادا .. إحدى الجزر الصغيرة الواقعة في مياه البحر الكاريبى .. وتقع في شمال شرق فنزويلا .. وهى إحدى جزر الأنتيل الصغرى .. تبلغ مساحتها 344 كيلو مترا مربعا وعدد سكانها 112 ألف نسمة فقط .. عاصمتها هى مدينة "سان جورج".. ورغم ضغر مساحتها وقلة عدد سكانها .. الآ أن موقعها الإستراتيجى الهام باعتبارها المدخل الجنوبى الشرقي للبحر الكاريبى .. أدى إلى تنافس الدول الأوروبية لاستعمارها .. فاحتلتها فرنسا في القرن السادس عشر الميلادى .. ثم احتلتها بريطانيا في عام 1762 ميلادية واستمر الاحتلال الإنجليزى لجرينادا لمدة تزيد على قرنين .. حيث منحت حكما ذاتيا في عام 1967 ميلادية .. إلى أن نالت استقلالها منذ عام 1974 ميلادية .. لتصبح دولة مستقلة في نطاق الكومنولث البريطانى .
[ وتقع جرينادا في شمال ترينداد وتوباجو .. وفي شمالها الشرقي توجد بريادوس وفي شمالها توجد جزيرة " سان فينسنت" .. وتضم جرينادا مجموعة من الجزر الصغيرة من أشهرها جزيرة " كرباسو" .. واللغة الإنجليزية هى اللغة السائدة في البلاد .. وغالبية سكانها من الأفارقة .. ومازالت توجد في البلاد جماعة من الهنود الحمر تقّدر أعدادهم بنسبة 5% من إجمالى عدد السكان هناك .. وشهدت جرينادا هجرات من الجزيرة إلى خارجها .. وقد أدى ذلك إلى تناقص واصح في أعداد السكان .. وتعتبر السياحة من أهم مرتكزات الإقتصاد القومى في البلاد .. حيث يزورها سنويا حوالى 37 ألف سائح أغلبهم من أوروبا والأمريكتين .
[ وقد عرفت جرينادا الإسلام منذ بداية الكشوف الجغرافية لهذه المنطقة من العالم والتى تمت منذ أربعة قرون .. ونظراً لأن الأفارقة هم أول من أستوطن البلاد .. فقد نشطت مؤسسات الدعوة الإسلامية هناك في البحث عن الجذور الإسلامية .. وأوضحت هذه الدراسات أن الإسلام هو أول دين سماوى عرف في البلاد .. وذلك حين هاجر بعض الأفارقة إلى هذه الجزيرة واستوطنوها من قبل حركة الكشوف الجغرافية .. وحملوا معهم بعض المصاحف الشريفة وأسسوا بعض الكتاتيب لحفظ القرآن الكريم .. وحين استعمرت فرنسا هذه الجزيرة .. وجدت هناك بعض المسلمين الذين نشروا الإسلام بين الهنود الحمر .. وقامت بينهم علاقات تزاوج ومصاهرة .. أدت إلى نشوء جيل جديد اختلطت فيه الدماء الأفريقية بدماء الهنود الحمر .. ويقدر هؤلاء بنسبة 11% من إجمالى عدد سكان جرينادا .
[ وقدّرت المؤسسات الإسلامية أعداد المسلميسن هناك بنحو 500 نسمة فقط .. وبالرغم من قلة أعدادهم فقد أرسلوا لبعض أبنائهم لدراسة الإسلام وعلوم اللغة العربية بالجامعات الإسلامية بدول العالم العربي .. كما أنشاوا بعض المساجد والمراكز الإسلامية في المدن الكبرى مثل : فيكتوريا .. وجرين فيل .. وبرفيدنس .. وتوجد جمعية إسلامية تهتم بشئون الدعوة والتعليم .. وهى جمعية دار الإسلام في سانت أندريوس .. كما حرص المسلمون على تعزيز علاقاتهم مع الدول المجاورة .. حيث يوجد تنسيق بينهم وبين المؤسسات الإسلامية في ترينداد وفنزويلا .. وتقوم جماعة البلاليين الإسلامية الأمريكية بدور نشط في دعم الأقلية المسلمة هناك بالكتب الدينية وترجمات معانى القرآن الكريم .. ونوفد إليهم الدعاة والوعاظ .. كما يقوم المركز الإسلامي في فنزويلا بالتعاون معهم ودراسة أحوالهم وتشجيعهم للإنطلاق بالدعوة الإسلامية للتعريف بالإسلام بين سكان البلاد .
[ وقد أعدت المؤسسات الإسلامية في ترينداد دراسة عن المسلمين في جرينادا.. تضمنّت أن المسلمين هناك قد أنشاوا بعض المؤسسات الإقتصادية للصرف من ريعها على مشروعات الدعوة والتعليم .. وأنهم بصدد الإنتهاء من إنجاز أول مركز إسلامي في البلاد يضم مسجدا كبيرا ومدرسة إسلامية وعيادة إسلامية بالعاصمة " سان جورج" .. وقد أقاموا صندوقا إسلاميا لتلقى تبرعات المسلمين .. وقد أسست الجمعية الإسلامية مصنعا لدباغة الجلود وتصنيفها وتخصيص عائدها لمشروعات الدعوة الإسلامية .
[ وقد أدى إنتعاش الأقلية المسلمة وقيامهم بدور نشط في التعريف بالإسلام .. إلى اعتناق عدد لابأس به من سكان البلاد للدين الإسلامي الحنيف .. مما يبشر بزيادة أعداد المسلمين في جرينادا .. وقد حرص قادة العمل الإسلامي هناك على مقابلة علماء الأزهر الشريف الذين أوفدوا للعمل في بعض الدول الأمريكية ودول البحر الكاريبى .. وأطلعوهم على مطالبهم التى تتمثل في احتياجهم لبعض الدعاة الذين يجيدون التحدث باللغة الإنجليزية .. وإلى المكتبات الإسلامية اللازمة التى تضم المصاحف الشريفة وترجمات معانى القرآن الكريم بالإنجليزية .. وأوضح قادر العمل الإسلامي في جرينادا .. أن بلادهم أرض خصبة لنشر الجعوة الإسلامية حيث لاتوجد أية معوقات تعترض سبيل نشر الإسلام .. بعد أن تمكن المسلمون من القضاء نهائيا على أباطيل النحلة القاديانية .. وأن مستقبل الإسلام في جرينادا يبشر بمستقبل طيب لصالح الإسلام والمسلمين .