الإسلام في بنما
[ بنما .. هى إحدى دول أمريكا الوسطى .. وهى التى تربط بين الأمريكتين .. وهى التى تحجز المحيط الأطلنطى عن المحيط الهادى .. تحدّها من الشمال : جمهورية كوسنتاريكا .. ومن الجنوب : كولومبيا .. ومن الشرق : البحر الكاريبى .. ومن الغرب : المحيط الهادى .. وتعتبر بنما من أقل دول أمريكا الوسطى سكانا .. فعدد سكانها نحو مليون ونصف المليون نسمة .. بينما تبلغ مساحة أراضيها 75 ألف و650 كيلو مترا مربعا .. من بينهم 830 ألف نسمة من المسلمين .. حيث شهدت البلاد صحوة إسلامية منذ سنوات .. أدّت إلى زيادة عدد المسلمين .
[ وكانت بنما مستعمرة أسبانية منذ عام 958 هجرية ( 1551 ميلادية ) حتى حصلت على استقلالها وانضمت إلى الأمم المتحدة في 13 نوفمبر سنة 1945 ميلادية .. ونظام الحكم فيها جمهورى .. والعاصمة هى مدينة " بنما" واللغة الأسبانية هى اللغة الرسمية وتنتشر هناك اللغة الإنجليزية .. والعملة المتداولة هناك اسمها " بَالْبُو".
[ وقد عرفت بنما الإسلام في القرن العاشر الهجرى .. حيث هاجر إليها عدد من مسلمي الأندلس وبعض المسلمين من الشام .. لكن الوجود الإسلامي في هذه الفترة كان ضعيفا بسبب قلّة المسلمين .. وقد جلبت أسبانيا العديد من المسلمين عندما فكّرت في حفر قناة بنما في عام 1299 هجرية ( 1881 ميلادية ) .. وذلك بعد نجاح حفر قناة السويس في مصر .. وقد توقّفت أعمال الحفر بعد 8 سنوات لعدم توفر الإمكانيات .. لأن تكاليف حفر قناة بنما تطلب 546 مليون دولار في هذا الوقت .. وحين تعهّدت الولايات المتحدة الأمريكية بحفر هذه القناة في عام 1333 هجرية (1904 ميلادية) انهالت العمالة الإسلامية من الهند إلى بنما .. وقد استغرق حفر القناة 16 عاما حيث افتتحت أمام الملاحة الدولية في عام 1920 ميلادية .. لتربط المحيط الهادى بالمحيط الأطلنطى .. ويبلغ طول قناة بنما 82 كيلو مترا .. وسوف تعود القناة إلى سيادة بنما بعد 6 سنوات في عام 1999 ميلادية .
[ ويرتبط الوجود الإسلامي بحفر قناة بنما .. التى تعتبر ثانية القنوات العالمية أهمية بعد قناة السويس .. ويتكون المجتمع الإسلامي من مسلمي الهند والباكستان والصين وأفريقيا والعرب .. إلى جانب عدد من الهنود الحمر سكان البلاد منذ القدم .. ونظراً لأن بنما شهدت هجرات إسلامية عديدة فقد أصدرت السلطات الأسبانية أوامرها بالحدّ من الهجرات الإسلامية خاصة من بلدان آسيا وأفريقيا .. أما السلطات الحاكمة بعد الاستقلال فانها ترجب بالمسلمين وتدعم مشروعاتهم الدعوية والتعليمية.
[ وقد تسللت إلى بنما جماعة من أتباع النحلة القاديانية المنحرفة .. والتى تعتبر من الجماعات المرتدّة عن الإسلام بإجماع المؤسسات الإسلامية العالمية .. وقد روّجت هذه الجماعة لأفكارها الضالة فضللت بعض المسلمين من تعوزهم الثقافة الإسلامية الصحيحة .. فأنشأت معهداً قاديانيا في العاصمة بنما .. وأسست جمعية أطلقت عليها اسم " البعثة الإسلامية للتبشير" لكن سرعان ما تم تعربة أهداف هذه النحلة المضللة على أيدى دعاة الإسلام .. وتكونت هناك جمعية إسلامية لصدّ أخطارها والتصدى لفكرها الضال .. حتى أعلن المسلمون براءتهم من الإنتساب إليها.. كما قام الدعاة بترشيد زعماء هذه الجماعة فأعلنوا توبتهم وعادوا إلى حظيرة الإسلام من جديد .. وقد تم تحويل المعبد القاديانى إلى مسجد وتحويل الجمعية القاديانية إلى جمعية إسلامية .. وهكذا تم القضاء نهائيا على الخطر القاديانى في بنما.
[ وشهدت بنما في السنوات الأخيرة اقبالا متزايدا على اعتناق الإسلام .. فشهد أكثر من ألف شخص إسلامهم .. كما تم تأسيس بعض المساجد الجديدة والمدارس الإسلامية .. ووصلتها هجرات إسلامية معاصرة من مسلمي الهند والصين والشام .. وتنظّم المراكز الإسلامية في فنزويلا وترينداد زيارات دورية إلى بنما لدراسة أحوال المسلمين وتقديم المساعدات اللازمة لهم وتزويدهم بترجمات معانى القرآن الكريم باللغة الأسبانية والكتب الدينية بهذه اللغة .. حتى أصبحت الأقلية المسلمة ذات هوية أصيلة ومعترف بحقوقها في البلاد .
[ وقد اشارت التقارير الواردة من بنما .. أنها أرض خصبة لانتشار الإسلام .. وأن نصف مليون نسمة هناك مهيأون لاعتناق هذا الدين الحنيف .. حيث تنتشر الأسماء الإسلامية بين الأفارقة مما يؤكد أن أصولهم التاريخية كانت أصولا إسلامية.. وأن أجدادهم كانوا من المسلمين الذين نقلوا إلى الأمريكتين بعد اكتشافها .
[ ومن أشهر الجمعيات الإسلامية العاملة في مجالى الدعوة والتعليم الإسلامي .. هى الجمعيات الهندية والباكستانية .. والأقلية المسلمة في بنما تتطلع إلى الدعم العربي والإسلامي لدفع مسيرة المدّ الإسلامي وتحويل حماسة المسلمين وصحوتهم إلى خطة عمل إيجابى .. تثمر زيادة ملحوظة في أعداد المسلمين في بنما .