mahmoud Admin
المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 17/12/2010 العمر : 82 الموقع : www.eleslamfekolmkan.alafdal.net
| موضوع: مالي .. الكنز الأفريقي للتراث الإسلامي الخميس يناير 06, 2011 5:06 pm | |
| [img] [URL=[/img]
مالي .. الكنز الافريقي للتراث الإسلامي
محمود بيومي
= أربعة آلاف عالم عقدوا أول مؤتمر اسلامي في القرن الثاني الهجري .
= مالي دولة الممالك الإسلامية الافريقية .
= دراسة : سكان مالي أصلهم من مصر .
= تصحيح تاريخي : مالي عرفت الإسلام عام 60 هجرية .
[ محمود بيومي .
[ مالى هى احدى دول غرب القارة الأفريقية .. التى قامت بها الممالك الإسلامية الشهيرة في تاريخ القارة الأفريقية .. والتى حرصت على توسيع رقعة الخصوبة الإسلامية ونشر الفكر الإسلامي الصحيح .. وقد أكدت الدراسات الإسلامية المعاصرة أن الإسلام عرف في مالى منذ عام 60 هجرية .. حيث عثر في مدينة " تمبكتو " على وثائق تاريخية تؤكد ذلك .. وقد قامت المؤسسات الإسلامية في مالى بتصحيح تاريخ الإسلام هناك .. بعد أن كان سائدا أن مالى عرفت الإسلام منذ القرن الرابع الهجرى .. وتعتبر هذه الدراسة أول تصحيح لتاريخ دخول الإسلام إلى مالى عن طريق الدعاة والتجار من العرب والمسلمين .
أول مؤتمر اسلامي
[ وقد كانت مدن " تمبكتو " و " جينى " و " جادوو " من أهم مراكز نشر الدعوة الإسلامية في مالى .. حيث قصدها علماء الإسلام منذ فجر التاريخ الإسلامي في غرب أفريقيا .. ورصدوا جهودهم لدراسة علوم الإسلام والحديث النبوى الشريف ونشر اللغة العربية .. وقد أحدث الإسلام متغيرات جوهرية في مالى .. حيث إنتشرت الثقافة الإسلامية وشيدت المساجد التى كانت بمثابة جامعات إسلامية مفتوحة .. كما إنتشرت المدارس الإسلامية التى تخرّج فيها آلاف من دعاة الإسلام .. الذين عملوا على نشر الدعوة الإسلامية واللغة العربية في غرب أفريقيا .. كما حرص علماء الإسلام في مالى على عقد لقاءات دورية لوضع إستراتيجية التعريف بالإسلام منذ وقت مبكر .. حيث أوردت الوثائق التى عثر عليها مؤخراً .. أن أحد هذه الإجتماعات التى عقدت في القرن الثانى الهجرى .. قد ضمت أكثر من أربعة آلاف عالم في مجلس واحد . [ وأشارت الوثائق التاريخية أن علماء الإسلام في مالى .. حرصوا على تعليم أبناء مالى مبادئ وتعاليم وهدايات الدين الإسلامي الحنيف .. وتكوين طلبة العلم الإسلامي تكويناً علمياً صحيحاً وقد أسهم ذ لك في سرعة إنتشار الإسلام في غرب القارة الأفريقية .
[ وقد تأسست في مالى ثلاث إمبراطوريات إسلامية هي : إمبراطورية " غانا " الإسلامية.. ثم إمبراطورية " ماندى ".. ثم إمبراطورية "سنغاى " الإسلامية.. وقد إستمر حكم هذه الإمبراطورية من عام 737 إلى عام 1003 هجرية .. وقد قامت هذه الإمبراطوريات بدور مهم في نشر الإسلام واللغة العربية .. لذا كانت مالى من أهم منارات العلم والثقافة الإسلامية في القارة الأفريقية .. ونتيجة لإزدهار الثقافة .. قامت بين علماء مالى وعلماء الإسلام في الدول المسلمة الأخرى .. علاقات وثيقة لتبادل المخطوطات والمؤلفات الدينية . [ وقد أكدت الوثائق التاريخية – التى عثر عليها مؤخراً في مالى – أن علماء الإسلام هناك.. قد وطدوا علاقاتهم بعلماء الأزهر في مصر .. وعلماء الإسلام في القيروان في تونس وفاس في المغرب والمؤسسات الثقافية في الأندلس وبعض دول أوروبا .
أغلبية مسلمة [ وتعنى كلمة " مالى " في معجم المفردات اللغوية الأفريقية : "فرس النهر".. التى ترمز إلى القوة .. ويبلغ عدد سكان مالى – - اليوم – وفقاً لآخر إحصاء تسعة ملايين و400 ألف نسمة أغلبهم من المسلمين .. إذ تبلغ نسبة المسلمين في مالى 93% من إجمالى عدد السكان .. كما يوجد هناك 4% من السكان مازالوا في نطاق الفطرة الوثنية .. وتسعى المؤسسات الإسلامية في مالى لإستيعاب هؤلاء لصالح الخريطة العقائدية الإسلامية .. بينما يوجد هناك نسبة 3% فقط من السكان من أتباع الديانات السماوية الأخرى . [ وتبلغ مساحة أراضى جمهورية مالى الحالية .. مليون و241 ألف و238 كيلو مترا مربعا .. وتتكون مالى من ثمانية أقاليم إدارية بالإضافة إلى العاصمة "باماكو" .. وقد خضعت مالى للإستعمار الفرنسى حتى إستقلت في 23 سبتمبر عام 1960 ميلادية .. وإنضمت إلى الأمم المتحدة في 28 سبتمبر عام 1960 ميلادية .. كما إنضمت إلى منظمة المؤتمر الإسلامي و إتحاد دول غرب أفريقيا والإتحاد الافريقي .
[ وقد تولى رئاسة مالى منذ إستقلالها وحتى اليوم عدّة رؤساء .. ونظام الحكم في مالى جمهورى .. حيث ينتخب رئيس الجمهورية لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط .. وتحدّ مالى شرقاً : جمهورية النيجر وغرباً : جمهورية السنغال وغينيا كوناكرى .. وشمالاً : موريتانيا والجزائر وجنوباً : ساحل العاج وبوركينا فاسو . [ ويوجد في مالى بعثة أزهرية تضم 18 عالماً يعملون في مجالى الدعوة والتعليم الإسلامي .. كما خصص الأزهر العديد من المنح الدراسية لأبناء المسلمين مالى لإستكمال دراساتهم بالكليات الأزهرية .. وقد تخرّج في الأزهر عدد كبير من الدعاة حيث عادوا إلى بلادهم لدفع مسيرة العمل الدعوى والتعليمى .
مركز أحمدوأبابا [ ويوجد في مالى 500 مدرسة إسلامية في كافة المراحل الدراسية .. كما يوجد هناك العديد من المعاهد الإسلامية .. بالإضافة إلى المراكز الإسلامية التى تدعمها الدول العربية .. كما يوجد في مالى عدد لابأس به من الجمعيات والمؤسسات الإسلامية العاملة في حقلى الدعوة والتعليم الإسلامي .. ولقد كانت هناك آلاف من الجمعيات الإسلامية التى توحدت في نطاق 7 مؤسسات إسلامية .. وذلك لتوحيد الجهود والتنسيق في أداء رسالة العمل الإسلامي .
[ كما تأسس في مدينة تمبكتو منذ عام 1970 ميلادية مركز إسلامي لتحقيق المخطوطات الإسلامية ونشرها .. وإعداد ترجمات لمعانى القرآن الكريم باللغات المتداولة في غرب أفريقيا .. وقد أطلق على هذا المركز أسم الشيخ " أحمد أبابا " وهو من أبرز دعاة الإسلام في مالى الذى أثرى المكتبة الإسلامية بالعديد من مؤلفاته في مختلف المعارف والعلوم الإسلامية . دراسة معاصرة
[ أوضحت دراسة إفريقية معاصرة .. وضعها مجموعة من الباحثين المسلمين باللغة الفرنسية .. وترجمها إلى اللغة العربية الباحث محمد وقيدي .. دور الإمبراطوريات الإسلامية – التي تأسست في مالي في دفع مسيرة العمل الدعوي والثقافة الإسلامية والنهوض بالمجتمعات الإفريقية.. حيث تأسست هناك العديد من دور التعليم الإسلامي .. التي انتظم للدراسة بها عدد كبير من طلاب العلم من أبناء المسلمين .. وتخصص للدراسة بها عدد لا بأس به من علماء الإسلام . [ وقد تناولت الدراسة بالبحث .. أن الجوامع في مالي قد تحولت إلى جامعات إسلامية .. دعمت علاقاتها مع الجامعات الإسلامية مثل الأزهر في مصر والزيتونة في تونس وغيرهما من جامعات العالم العربي والإسلامي .. وأن المكتبات الإسلامية التي تأسست بالمدن الإسلامية قد احتوت على عدد كبير من المخطوطات الإسلامية النادرة في مختلف المعارف والعلوم .
[ وتضمنت الدراسة أن ملوك مالي قد اهتموا بتحرير العبيد وإنهاء نظام الرق بصفة نهائية .. كما حكموا البلاد وفقا للشريعة الإسلامية حيث انتشرت دور القضاء الشرعي في كافة أنحاء البلاد .. كما أسسوا العديد من المدن الإسلامية التاريخية وفقا لطرز العمارة الإسلامية المتبع في مكة المكرمة .. وتحدثت الدراسة عن العلماء الذين أثروا المكتبة الإسلامية بمؤلفاتهم وعطاءاتهم الفكرية المتنوعة . [ ونستعرض هنا لأهم ما جاء في هذه الدراسة:
[ تحدثت الدراسة عن تاريخ دولة مالي والإمبراطوريات الإسلامية التي تأسست بها .. ودورها في التعريف الجيّد بحقائق الدين الإسلامي الحنيف ونشره في القارة الإفريقية عبر المراحل التاريخية المختلفة .. والمدن الإسلامية التي أسسها المسلمون في مالي .. وكيف تحولت هذه المدن إلى مراكز ثقافية لنشر المعارف الإسلامية .. وأهم المساجد التي أصبحت جامعات إسلامية مفتوحة قصدها طلاب العلم الإسلامي .. والمكتبات الدينية التي تأسست في هذه المساجد الجامعة .. وكيف ضمّت هذه المكتبات مخطوطات إسلامية نادرة في مختلف المعارف والعلوم الإسلامية والإنسانية .
[ كما تضمنت الدراسة .. الحديث عن أهم الشخصيات التي أثّرت في تاريخ مالي .. مثل الحكام والعلماء الذين أثروا المكتبة الإسلامية الإفريقية بالعديد من مؤلفاتهم .. إلى جانب تسليط دوائر الضوء على الحياة الاجتماعية في مالي وكيفية إعداد الاحتفالات بالمناسبات الدينية المختلفة وغير ذلك من الموضوعات المهمة .
أرض الإسلام الخصبة
[ مالي .. هي إحدى دول إفريقيا ذات التاريخ الإسلامي المجيد .. حيث كانت – ولازالت – أرض الإسلام الخصبة في غرب إفريقيا .. وقد عُرفت مالي باسم " ماندينج" وباسم السودان الفرنسي ..
[وتجمع الروايات الإفريقية أن قبائل " كاكو لو" هم أول من استوطنوا "مالي".. ومنهم انحدرت شعوب " الماندينج"وقد عاش إلى جانبهم جماعات من قبائل " سونغاي" و "الطوارق" و "الوولوف" و " العرب" وبعض القبائل الإفريقية .
[ ويتزايد اعتقاد الباحثين .. بوجود علاقات قوية بين مصر الفرعـــونية وقبائل " كاكو لو" .. باعتبار أن هذه القبائل قد وفدت إلــى " مالي" من الشرق أي من ضفاف نهر النيل . عصرالإمبراطوريات
[ تناولت الدراسة عصر الإمبراطوريات الكبرى التي تأسست في مالي .. وفي مقدمتها إمبراطورية غانا .. التي عرفت باسم " واجادو" وعاصمتها مدينة " كومبي صالح" .. وكان ملوك هذه الإمبراطورية من " البربر" حيث حكمها 22 ملكا من البربر قبل الإسلام و 22 ملكا آخرين بعد الإسلام .. إلى أن حكمها ملوك من أسرة " سيسي" الإفريقية .. الذين منحوا المسلمين في مالي حرية إقامة شعائر دينهم الإسلامي الحنيف في حرية وعلنية .
[ وكان يطلق على الملك منذ القرن الثامن الميلادي .. لقب " تونكا" ويعني " ملك الذهب" .. الاّ أن المرابطين اسقطوا حكم أسرة " سيسي" منذ عام 1076ميلادية .. وأقاموا هناك ممالك إسلامية هي : مملكة "تونكارا" و " كانتي" و "ديارا" و " نياخاتي" .. وظل الحال كذلك حتى عام 1235 ميلادية حيث تمكن " الماندينج" من إقامة إمبراطورية مالي .
إمبراطورية مالي
[ يعتبر الإمبراطور " سوند يانا" هو مؤسس إمبراطورية مالي .. حيث أطلق على نفسه اسم " مانسا" – التي تعني إمبراطور بلغة الماندينج الإفريقية – ووضع نظاما قويا للنهوض بالإمبراطورية والارتقاء بمستوى المعيشة فألغى الرق .. وجعل الزراعة ركيزة اقتصادية مهمة في بلاده .. ومن أشهر ملوك هذه الإمبراطورية " منسا موسى" و " مانسا سليمان" الذي حكم مالي في الفترة من 1342- 1360ميلادية .. كما توسعت الإمبراطورية بشكل واضح .
أشهر رحلة حج
[ ويعتبر مانسا موسى هو صاحب أشهر رحلة حج في التاريخ .. إذ حمل معه في هذه الرحلة أثنى عشر طنا من الذهب .. الأمر الذي أدى إلى انخفاض سعر الذهب في أسواق القاهرة .. كما شيّد مانسا موسى عددا من المساجد الجامعة في مالي وشجّع الثقافة الإسلامية ورصد الأموال للعلماء والفقهاء .. وأصبحت مدن مالي مراكز للإشعاع الثقافي والحضارة الإسلامية الراقية .. كما ساهم في شهرة مالي الدولية .. وجذب إليها عددا من الرحالة منهم " ابن بطوطة " وعدد من المعماريين منهم "الساحلي" .. كما وفدت إليه وفود من المغرب ومصر والبرتغال وزعماء القبائل الإفريقية .
[ الاّ أن إمبراطورية مالي تعرضت للصراعات الداخلية .. وذلك منذ عام 1380ميلادية .. وتأسست ممالك ضعيفة في العديد من المناطق حتى تقلص نفوذ إمبراطورية مالي . إمبراطورية سونغاي
[ يعتبر " سوركو" هو أول من أسس إمبراطورية " سونغاي" .. الاّ أنه واجه مقاومة عنيفة من قبائل الماندينج والطوارق وغيرهما .. وظل الأمر كذلك حتى عام 1464ميلادية .. حتى استطاع " سوني على بير" من إخضاعهم لحكمه .. وظل يحكم إمبراطورية سونغاي طوال 28 عاما .. وعندما توفى " سوني على بير" عام 1492ميلادية .. استولى ابن أخته " محمد سيلا" على الحكم .. وعرف باسم "اسكيا محمد " . [ وقد شهدت إمبراطورية " سونغاي " في عهده تنظيما دقيقا في كافة المجالات .. فقسم الإمبراطورية إلى ولايات شهدت تقدما ملموسا .. واتخذت الطابع الإسلامي في الحكم والإدارة كما انتشرت دور القضاء الشرعي والمكتبات الإسلامية .
[ وقد أدى اسكيا محمد فريضة الحج في عام 1495ميلادية .. وأطلق على نفسه لقب " خليفة الإسلام على السودان" .. ونال ثقة علماء الإسلام في بلاده .. فأصدروا الفتاوى التي تؤيد حقه في لقب "خليفة الإسلام" .. الاّ أنه فقد بصره في عام 1528ميلادية .. فثار ضده ابنه "اسكيا موسى" واستولى على السلطة في البلاد .. مما أثار موجة غاضبة ضده من أخوته .. وتعاقب على الحكم في فترة وجيزة أربعة من الحكام . [ ولما أستولي أسكيا داوود على الحكم في الفترة من 1549- 1582ميلادية .. عزز علاقاته مع بلدان العالم الإسلامي وأوروبا .. وبعد وفاته تعرضت البلاد إلى أزمات اقتصادية طاحنة بسبب الجفاف .. حتى انهارت الإمبراطورية وأصبحت مجرد مستعمرة مغربية منذ عام 1591ميلادية .. بعدها وقعت البلاد في براثن المستعمر الغربي .
المدن الإسلامية
[ تضمنت الدراسة ذكر العديد من المدن الإسلامية في مالي .. ومنها مدينة " تادا مكّة" أو " تادا مكّا" ومعناها باللغة البربرية " شكل مكه".. كما عرفت هذه المدينة باسم " السوق" حيث كانت سوقا رائجة للتجارة والكتب الإسلامية .. وقامت بها حركة نشطة في فنون تغليف وتذهيب المصاحف الشريفة المخطوطة والكتب الدينية .. كما شيدت بها المساجد العامرة الجامعة . [ وتشير الوثائق التاريخية التي عثر عليها في مالي .. أن جميع سكان مدينة " تادا مكّا" قد اعتنقوا الإسلام طواعية .. وأنها كانت من أهم مناطق تجميع الحجاج المتوجهين إلى مكة المكرمة .. وكان سكانها على المذهب السني ثم تحولوا إلى المذهب المالكي .
[ أما مدينة " غاو" فقد تأسست خلال أعوام 670- 690 ميلادية .. وقد ورد ذكر هذه المدينة في المصادر العربية القديمة بأسماء عده منها : " كاونما" و " كاوكاو" .. وتشير المصادر التاريخية الإفريقية أن هذه المدينة كانت أول المدن الإسلامية في مالي .. وقد عثر هناك علي خاتم وسيف ومصحف أهداه خليفة قرطبة إلى ملك " غاو" .. كما شيد بها ملوك مالي العديد من المساجد الجامعة .
[ ولقد شيدت مدينة " غاو" وفقا للطراز المعماري السوداني – - من الطوب اللبن – وقد زارها ابن بطوطة عام 1353ميلادية .. كما أصبحت مدينة " غاو" عاصمة لإمبراطورية سونغاي .. وقد جرى أول إحصاء بعدد المنازل في " غاو" فوجد بها 7626 منزلا كبيرا وأن عدد سكانها قد بلغ حوالي المائة ألف نسمة في عام 1464 ميلادية .. وعندما وقعت إمبراطورية " سونغاي" تحت الاحتلال المغربي عام 1591ميلادية .. هجرها سكانها حتى بلغ عدد أكواخها في عام 1854 من ثلاثمائة إلى أربعمائة كوخ من القش .. وأنقاض قبر الملك "اسكيا محمد" فقط .
مدينة تمبكتو
[تأسست مدينة " تمبكتو" أو " تومبوكتو" في عام 1100 ميلادية.. وكانت عبارة عن مخيّم للطوارق .. وكانت تقيم في هذه المنطقة سيدة إفريقية اسمها " تمبكتو" فعرفت المدينة باسمها .. وسرعان ما توسعت المدينة وأصبحت من أهم المدن التجارية في مالي .. لوقوعها على نهر النيجر .. كما عرفت بأنها المدينة الإسلامية التي لم يسجد أحد فيها الاّ لله تعالى .. حسبما جاء في كتب المؤرخين .
[ كما أصبحت مدينة " تمبكتو" من أهم مراكز نشر الثقافة الإسلامية في مالي .. وعرفت بمساجدها الجامعة ومدارسها الإسلامية والتي بلغ عددها 180 مدرسة تضم كل واحدة منها أكثر من مائة طالب في القرن السادس عشر الميلادي .. وكان بالمدينة عدد كبير من القضاة والعلماء والفقهاء .. وكانت تباع في المدينة أعداد كبيرة من الكتب الواردة إليها من بلاد البربر .. فتدر أرباحا تفوق كافة السلع الأخرى .. كما كان عدد علمائها في هذا الوقت 330 عالما . مدينة " أراوان " [ كما تأسست مدينة " أراوان" في الربع الأخير من القرن السادس عشر الميلادي .. على يد الشيخ " أحمد أغأدا" واسم المدينة مشتق من كلمة " أهادان إيوان" التي تعني في لغة" التماشق" الإفريقية " أرض الأبقار ذات الملوحة " .. وقدتأسست المدينة خلال أربع سنوات فقط .. وضمت أحياء سكنية متعددة .. وقد تزايد سكانها بسرعة ..وأصبحت جوامعها جامعات إسلامية تخرج فيها عدد لا بأس به من العلماء .. كما قصدها طلاب العلم والعلماء .. كما ضمت المدينة مخطوطات إسلامية نادرة .
مدينة جيني وقبّة الصخرة
[ بدأ تشييد مدينة " جيني" في عام 65 هجرية أثناء بناء قبة الصخرة في مدينة القدس .. وكان سلطانها " كوي كومبورو" هو أول من اعتنق الإسلام في مدينة " جيني" حيث شهر إسلامه أمام 4200 عالما من علماء الإسلام .. وتبعه سكان المدينة التي أصبحت من أهم مراكز الثقافة الإسلامية في مالي وقصدها العلماء وطلاب العلم وشيدت بها المساجد الجامعة وبنيت بها القصور وفقا للعمارة الإسلامية وزخرفت بالرسوم الهندسية النباتية .. وأصبحت من أهم مدن السودان الغربي وانتعشت بها التجارة وقصدتها القوافل التجارية . مدينة " الحمد لله "
[ ومن المدن الإسلامية الشهيرة في مالي مدينة " الحمد لله " التي كانت عاصمة لدولة " دينا" في مالي .. وقد أسسها " سيكو أمادو" في مدة ثلاثة أعوام .. ووزعت أراضيها على جميع القبائل المسلمة .. وعندما انتهى " سيكو أمادو" من بنائها دعا علماء الإسلام لحضور حفل افتتاحها والدعاء لله تعالى أن يمن على سكانها بالرخاء والأمن .
[ وكانت المدينة تضم 60 حيا سكنيا ويحيط بها سور له أربعة أبواب.. كما ضمت المدينة 74 حظيرة للأبقار .. وقد بلغ عدد سكانها في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي 400 ألف نسمة .. وطبقت بها الشريعة الإسلامية .. وقد كلف بحراستها فرقة من الفرسان تضم عشرة آلاف فارس .
جامعات إسلامية
[ وتشير الوثائق أن مدينة " الحمد لله " قد تأسست بها جامعات إسلامية ضمت كليات للشريعة والنحو والبلاغة وعلم الكلام والتوحيد .. كما ضمت المدينة 740 مدرسة إسلامية في جميع المراحل الدراسية .. وكانت الدراسة إجبارية لكل الأطفال من الجنسين اعتبارا من سن العاشرة.. وقد استقدم " سيكو أمادو" علماء من غرب السودان ووسطه للإشراف على التعليم بهذه المدارس ورصد لهم الأموال اللازمة لتشجيعهم على البقاء في المدينة .
[ كما تأسست في مدينة " الحمد لله " العديد من المكتبات التي ضمت آلافا من المخطوطات الإسلامية المدونة باللغة العربية .. كما اشتهرت المدينة بقراء القرآن الكريم وكتاتيب الشموع التي بلغ عددها مائة كتّاب .. وكان " سيكو أمادو" يجلس في بهو المسجد الجامع لإلقاء دروس الوعي الديني .. كما كان يخرج ليلا على رأس قواته لتفقد أحوال الرعية .
[ أما مدينة " بانديا غارا" فكانت مجرد قرية صغيرة تعــرف باسـم " بانيا آرا" ومعناها " الإناء الكبير .. ثم حرّف الاسم إلى " بانديا غارا".. وقد تم تهجير عدد لا بأس به من سكان المدن الأخرى لتعمير هذه القرية حتى أصبحت مدينة عامرة بالمؤسسات الإسلامية الدعوية والتعليمية .. حتى أصبحت عاصمة لإمبراطورية مالي .. ونظرا للتوسع العمراني فقد شيدت بها أحياء أخرى وبنى حولها سور كبير .. ومساجد جامعة ومدارس قرآنية متعددة تدرّس فيها علوم الإسلام واللغة العربية.. وقد انتهج في التدريس نظام الإقامة والإعاشة الداخلية .. فضمت المدينة العديد من المدن الدراسية لسكنى طلاب العلم الإسلامي .
المساجد والعلماء
[ وشهدت مدن " مالي" نهضة إسلامية كبيرة في جميع المجالات.. حيث بلغ عدد الطلاب في مدينة " تمبكتو" وحدها 25 ألف طالب يدرسون العلم الإسلامي في 180 كتّاب .. ومن أشهر مساجد تمبكتو مسجد " كانكو موسى " الذي شيد عام 1325ميلادية وافتتح عام 1330 ميلادية .. ومسجد " سانكوري" الذي شيدته سيدة مسلمة عام 1325ميلادية .. ومسجد " محمد نداح" أو مسجد " يحيى" الذي شيد عام 1400 ميلادية على يد الشيخ " المختار حماه الله" وتولى الإمامة فيه الشيخ " يحيى التاديسي" ومسجد " الهنا" المبني عام 1629 ميلادية .. ومسجد " الخالدي" المبني عام 1591 ميلادية ومسجد "الغفور" .
[وتضمنت الدراسة أسماء علماء الإسلام الذين تولوا الإمامة والتدريس في مساجد مدينة تمبكتو .. والذين بلغ عددهم 53 عالما .. وأسماء المساجد في مدن " مالي" وأسماء الأئمة والخطباء الذين ساهموا في دفع مسيرة المدّ الإسلامي هناك عبر المراحل التاريخية المختلفة .
| |
|