mahmoud Admin

المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 17/12/2010 العمر : 81 الموقع : www.eleslamfekolmkan.alafdal.net
 | موضوع: " جحا " .. يقود الحرب في الصومال الجمعة يونيو 10, 2011 2:42 pm | |
| " جحا " .. يقود الحرب في الصومال[ هناك .. على ساحل أفريقيا الشرقي .. يعيش شعب امتزجت فيه الدماء العربيه والدماء الافريقيه .. يمتاز بطول القامه والرشاقه والتقاطيع الدقيقه .. انه شعب الصومال الذي يدين بالاسلام .. أبناء هذا الشعب هم أحفاد سكان بلاد " بونط " التي يرتبط ذكرها بخمسين قرنا مضت من تاريخ مصر .. يوم كانت طقوس الفراعنه لا تعقد في المعابد الاّ في جوّ مشبع ببخور هذه البلاد .[ في هذه البلاد .. تداعب المياه أكثر من ألفي كيلومتر من سواحلها .. وتتنوع الظروف الطبيعيه من منطقه لأخرى .. وقد أدى هذا التنوع الى تنوع مماثل في طرق معيشة الناس وألوان ملابسهم .. حتى في نوع الطيور التي تعيش في هذه المنطقه والتي يبلغ عددها أكثر من خمسمائة نوع من الطيور الآمنه لأن الشعب الصومالي لا يقبل على أكل لحومها .[ والشعب الصومالي من الشعوب الأفريقيه المحبه للغناء والسمر والضحك .. ففي شمال البلاد حيث الأمطار القليله تسود حرفة الرعي .. ولسكان هذه المنطقه أساطير كثيرة ترتبط بمهنته الرعي ولهم أناشيدهم ايضا ولهم أشعارهم والحانهم .. وفي الجنوب حيث تزيد الامطار تجد أن الزراعه هي المهنه السائده بين سكان الجنوب .. وهؤلاء أيضا لهم ازائهم الشعبيه ومسامرتهم وحواديتهم وأغانيهم .[ والأدب الشعبي الصومالي هو سجل لتاريخ الصومال .. ومرآه تعكس ظروفه الاجتماعيه والسياسيه .. فالبيئه الصوماليه هي مسرح حياة الشعب الصومالي .[ وبالرغم من أن هذا الشعب الافريقي المسلم .. يعيش منذ عده شهور مأساه الحرب الأهليه الطاحنه التي حصدت كل شيء .. وبالرغم من أن هذا الشعب يعاني الأن من الجوع والمرض .. ويعيش حاله من اللجوء بسبب الحرب الاهليه التي ما زالت دائره هناك .. الا أن البسمه ما زالت ترتسم على شفاه هذا الشعب .. لأنه شعب يحب الغناء ويحب الضحك حتى في أحلك الظروف .جحا .. في الصومال !![ والقصه في الصومال لها دور في رسم الابتسامه على جبين هذا الشعب .. والذي يتتبع القصه الصوماليه يراها بنت القصه العربيه .. لكن البيئه الصوماليه ساهمت في تحديد ملامحها ورسمت هويتها بشكل دقيق .. [ ومن أهم الشخصيات التي تناولها الشعب الصومالي في قصصه .. شخصية " جحا " المشهوره في القصص الشعبيه العربيه .. ولكن جحا الصومالي اسمه " عقال شيدار " .. وهي شخصيه خياليه تتناولها قصص فكاهيه كثيره .. الاّ أن شخصيه " جحا الصومالي " تتسم بالخوف الشديد والسذاجه الكبيره التي تدعو الى الضحك .[ وبالرغم من أن شخصيه جحا الصومالي من الشخصيات الرعديدة للغايه .. الاّ أن الشعب الصومالي وصفها بالقوه حتى يغلفها بغلاف ساخر للغاية .. لأن كلمة " شيدار " الصوماليه مأخوذه أصلا من الكلمه العربيه " شديد " أو صفه من صفات " عنتره " !! [ ومن القصص المضحكه التي يرويها الادب الشعبي الصومالي عن شخصية " جحا " أو " عقال " الصومالي .. أنه كان جالساً ذات يوم أمام بيته في قريته .. فرأى جماعه من المحاربين في طريقهم الى القريه .. فجرى الى فراشه وطلب من زوجته أن تلفه رداء كبير .. فاذا ما حضر الجنود الى المنزل لتفتيشه .. عليها ان تصرخ وتبكي .. فاذا سألها الجنود لماذا الصراخ والعويل .. فلتقل لهم أن زوجي قد مات . [ وحدث ما توقعه فعلا .. فقد جاء الجنود الى البيت والمرأة تصرخ بأعلى صوتها .. وحين سألها أحدهم لماذا البكاء قالت : لقد مات زوجي .. وسألها أخر .. منذ متى وقد فارق زوجك الحياه !! فلم ترد عليهم .. وفوجيء الجنود بالميت يقول : قولي لهم منذ مساء أمس !! [ وكانت النتيجه .. أن القى الجنود القبض على " عقال " أو جحا الصومالي .. لكنهم تركوه في حاله بعد أن قال أحدهم أن هذا ليس برجل محارب يستحق القبض عليه .[ ومن القصص الشعبيه التي تروى عن جحا الصومالي .. انه كان ذات يوم يصلي في مسجد القريه .. وتقول القصه عنه " وهو حين يصلي ينظر في جميع الاتجاهات لأنه يخشى ان يكون ضحيه من المقاتلين " .. وبينما هو كذلك رأى عنزه صغيره تفر وتجري من امام المسجد .. قسأل مما تفر هذه العنزه ؟ .. لابد ان يكون هناك ذئباً أو رأت المقاتلين .. فلم لا أفر أنا كذلك !! ثم ترك الصلاة واندفع كالسهم خارج المسجد .. وولما سئل بعد ذلك لماذا تركت الصلاه رد قائلاً : أفّر مادامت العنزه الصغيره قد فّرت !! [ وتحكي القصص الشعبيه في الصومال .. أن " عقال " هذا حين دارت الحرب بين قبيلته وقبيله أخرى .. رأى رجال قبيلته يستعدون لهذه الحرب .. فخرج جميع الرجال والشباب من أجل هذه المعركه .. فلم يبق بالبلده رجلاً غيره .. فأخذته الحماسه وأصر على المشاركه في هذه المعركه .. فنادى لها زوجته وقال لها احضري حذائي فأحضرته .. فقال أين سيفي فأحضرته أيضاً .. فسألها عن الحصان فأحضرته أيضاً ..[ ولما لم يجد شيئاً آخر يطلبه استعداداً لهذه المعركه .. نادى على زوجته وقال لها .. أنا الأن ذاهب الى الحرب .. أتدرين ما هي الحرب .. فقالت نعم أدري ما هي الحرب .. فقال أنا الأن ذاهب الى الحرب ولابد ان اقتل جميع رجال القبيله التي تحارب قبيلتي .. وصمتت زوجته !! [ ووقف " عقال " أو جحا الصومالي الى جوار حصانه وطلب من زوجته أن تساعده على ركوب الفرس .. فساعدته حتى امتطى ظهر فرسه .. فقال لها ناوليني سيفي .. فناولته السيف .. وانتظرت زوجته أن يلحق بأخوانه .. وقالت له ألم تستعد بعد للمعركه .. فأكد لها استعداه التام . [ وقبل أن يمض الى المعركه نادى زوجته قال لها .. ان لم أرجع اليك فاعلمي أنني مت في هذه المعركه .. ولكنه عاد يطلب منها سيفا ثالثا .. فقالت له ليس لدينا شيء من السيوف فقد أخذتها جميعاً .. لكنه نظر الى حصانه وبدأ يسأل زوجته .. هل أطعمت الفرس ؟ فقالت نعم .. فسألها وهل أسقيته ماء كافيا ؟ فقالت نعم .. وظل صامتاً فتره وأحس أنه استنفذ جميع الأسئله .. فتوجه الى ميدان المعركه .[ وفي طريقه الى مشاركه رجال قبيلته .. ترك العنان للحصان ليسير حسب هواه .. دون أن يقوده الى ميدان المعركه التي انتهت فعلا .. وعاد رجال قبيلته فسألوه لماذا لم تساعدنا في الحرب ؟ قال لهم أنني أريد لكن حصاني لم يطاوعني .. فأخبروه أن القبيله المعاديه مازالت تحارب فوق التل الكبير بالقريه .. ووضع جحا الصومالي لنفسه خطه .. بأن يحتضن الحصان من أسفل حتى لا يراه الاعداء من أفراد القبيله المعاديه .. وترك العنان مره أخرى للفرس ليسير حسب هواه .. فعاد به الى داره !! [ وخرجت زوجته من البيت .. فلم تر زوجها فوق الحصان فأخذت تبكي وتصرخ .. لقد مات زوجي .. لقد مات زوجي دفاعاً عن القبيله .. وفي هذه الاثناء جاء المقاتلون من أفراد قبيلته ليعلنوا هزيمة وفرار القبيلة المعاديه .. وهنا خرج " عقال " من أسفل حصانه .. ليسأل زوجته أين سيفي .. اعطني السيف .. فقالوا له لقد انتهت الحرب .. لكنه قال بصوت عال : كيف تنتهي الحرب مع أنني لم أقتل أخر رجل من رجال القبيله التي تحاربنا !! [ هذه نماذج من القصص الشعبي التي تناولت شخصيه جحا الصومالي .. مازال الشعب الصومالي يرويها رغم مراره الحرب الاهليه الطاحنه هناك .. لترسم البسمه على شفاه أبناء هذا الشعب الافريقي الذي يعاني من ويلات الحرب والجوع والتشرد . | |
|