التتار .. شعب مسلم يعيش في المنفي

= 14 مليون تتري مسلم
مبعدون عن وطنهم .





= التتار ..
خامس قوة اسلامية في آسيا الوسطي وروسيا الأوربية





=
التتار أخضعوا موسكو للحكم
الإسلامي .





= المطالبة
بإعادة انشاء جمهورية تتار القرم .







[ تتاريا .. أو تتارستان هي بلاد التتار ..
والتتار هم خامس قوة اسلامية في آسيا الوسطي وروسيا الأوربية .. وقد عرف التتار
الإسلام منذ القرن الرابع الهجري .. وذلك عندما وصل التجار المسلمون الي منطقة حوض
نهر الفولجا .. وقد اعتنق التتار الإسلام طواعية وحرصوا علي تفهّم مبادئ وتعاليم
الدين الإسلامي الحنيف .. فأرسل اليهم الخليفة العباسي المقتدر بعثة من علماء
الإسلام لشرح وبيان مزايا وهدايات الإسلام لهم .. وقد استقرت البعثة الإسلامية في
بلاد التتار لمدة 25 عاما .. من عام 295 الي عام 320 هجرية .







تتاريا
: الناس والأرض













[ توجد جمهورية تتاريا أو تتارستان .. في
شرق روسيا الأوربية في القسم الأعلي من حوض نهر الفولجا .. تحدّها بشكيريا من
الشرق .. وأدمورت وماري من الشمال والشمال الغربي .. والجوفاش من الغرب ـ وهي
جمهوريات صغيرة ذات حكم ذاتي وتتبع جمهورية روسيا الإتحادية .





[ وتبلغ مساحة أراضي تتاريا أو تتارستان 68
ألف كيلو متر مربع .. وعدد سكانها أكثر من أربعة ملايين نسمة .. والعاصمة هي مدينة
" قازان " .. وتتارستان هي احدي الجمهوريات التابعة لروسيا الإتحادية .




جمهورية
تتار القرم










[ كانت " جمهورية تتار القرم " احدي الجمهوريات
الإسلامية التي توجد في شبه جزيرة القرم في شمال البحر الأسود .. وتمتد بينه وبين
بحر " أوزوف " الذي يحدها من الشرق .. وتطل علي خليج " شينسكي
" الذي يصل بين بحري أوزوف والأسود .. ويربطها باليابس برزخ ضيق في شمالها ..
تمرّ عبره خطوط المواصلات وتحيط بها مياه البحر الأسود من الجنوب والغرب .





[ و" القرم " تعني باللغة التترية
" القلعة " .. وقد ألغيت هذه الجمهورية الإسلامية التترية بقرار من مجلس
السوفيت في شهر ديسمبر عام 1943 ميلادية .. وأصبح هذا القرار ساري المفعول في
الثالث والعشرين من شهر فبراير عام 1944 ميلادية .. وأذيع علي العالم في الخامس
والعشرين من شهر يونيو عام 1946 ميلادية .. وقد ضُمت جمهورية القرم الإسلامية بعد
الغائها الي جمهورية " أوكرانيا " ولقد كان عدد تتار القرم قبل الغاء
جمهوريتهم أكثر من خمسة ملايين نسمة لم يبق منهم سوي نصف مليون نسمة فقط .








[ لقد استقر التتار بشبه جزيرة القرم منذ
نهاية النصف الأول من القرن الثامن الهجري .. وكانوا قسما من دولة المغول .. ثم
استقلوا عن المغول تحت حكم أسرة " كيراي " في عام 1427 ميلادية .. وقد قويت
دولة تتار القرم ومدّت نفوذها الي المناطق المجاورة لها .. وحين قويت شوكة الروس
بدأوا مهاجمة أطراف دولة تتار القرم فاستولوا علي القسم الشمالي منها سنة 1780
ميلادية .. وهبّ الأتراك العثمانيون لنجدتهم وتم التحالف بين تتار القرم والدولة
العثمانية .. فنزل العثمانيون جنوب القرم ودام التعاون بينهما قرابة القرن .. الي
أن تمكّن الروس من غزو شبه جزيرة القرم في سنة 1783 ميلادية في عهد كاترين الثانية
امبراطورة روسيا .. وهكذا فقدت دولة تتار القرم حريتها .. وبدأت حملات الإضطهاد الديني ضد التتار المسلمين .







حماسة
التبليغ










[ والتتار من شعوب الأمة الإسلامية .. الذين
تحمسوا منذ وقت مبكر لتبليغ دعوة الدين الإسلامي الحنيف الي المناطق المجاورة لهم
.. حيث نشروا الإسلام في شمال أوروبا وهم الذين نشروا الإسلام في الجزء الأوروبي من
روسيا .. كما نشروه في فنلندة وبولندة .. و ينتشر التتار في مناطق متعددة مثل
سيبيريا وشبه جزيرة القرم والجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطي .








[ كانت مدينة " قازان " ـ عاصمة
تتارستان ـ من أهم مراكز نشرالدعوة الإسلامية .. وقد تأسست هناك حضارة اسلامية
راقية .. واكتسبت هذه المدينة الإسلامية شهرة عالمية في التعليم الإسلامي .. حيث
قصدها طلاب العلم للإلتحاق بجامعة قازان الإسلامية وقد بلغ عدد طلاب هذه الجامعة
سبعة آلاف طالب في مستهل القرن العشرين .. وقد تخرّج فيها عدد كبير من علماء
الإسلام .. الذين أثروا الثقافة الإسلامية بالعديد من مؤلفاتهم في مختلف المعارف
والعلوم .. كما كانت مدينة " قازان " من أهم أسواق الكتب رواجا .. وكانت
المطابع المنتشرة في هذه المدينة .. تطبع في كل عام آلاف الكتب الإسلامية .. كما
ضمّت مدينة " قازان " مكتبة اسلامية كبيرة تردد عليها أكثر من عشرين ألف قارئ سنويا بالإضافة الي عدد
كبير من الباحثين في شئون الدعوة الإسلامية .. كما انتشرت المساجد حتي بلغت مسجدا
لكل ألف مسلم .. وهكذا كان الإسلام مزدهرا في تتاريا قبل الثورة الماركسية في
روسيا .








[ تأسس في " قازان " عدة مراكز
انشر الدعوة الإسلامية واجتهد علماء الإسلام هناك في نشر تعاليم الدين الإسلامي
الحنيف والتعريف به باللغة التترية .. وانتشر أساتذة جامعة قازان وطلابها في المدن
والقري لدعوة الناس للدخول في الإسلام .. ونشطوا في هذا المجال بعد صدور قانون
حرية التديّن في روسيا عام 1905 ميلادية .. ونجحوا في نشر الدعوة الإسلامية في سيبيريا
.








وبعد استيلاء روسيا السوفيتية علي
الحكم .. انقلبت الأوضاع وواجه التتار حربا قاسية علي العقيدة الإسلامية ..
فأُُغلقت المدارس ودمرت المكتبات والمطابع
الإسلامية في " قازان " وواجه المسلمون مواقف معادية للغاية .. كما لجأ الروس السوفيت الي حرب تجويع
التتار في عام 1922 ميلادية .. فمات في هذه المجاعة أكثر من 60 ألف مسلم وقتل مائة
ألف مسلم من تتار القرم .. وحكم علي 50 ألف مسلم بالنفي .








[ وبدأ الروس السوفيت حملة كبري لهدم
المساجد والمعاهد الإسلامية .. وبدأ عدد المسلمين من التتار في التناقص .. كما قام
الروس السوفيت بطمس كل معالم الإسلام هناك وقتلوا ما يقرب من نصف مليون مسلم
وعملوا علي نقل الباقي الي سيبيريا في عملية تهجير بشعة لم يشهد التاريخ الإنساني
لها مثيلا .. كما هرب مليون ونصف المليون تتري مسلم الي تركيا وأوروبا الغربية ..
وهرب بعض التتار الي بلغاريا ورومانيا وأُعدم الكثير منهم .. وقد بلغ عدد المساجد
التي هدمها الروس السوفيت في شبه جزيرة القرم الفا وخمسمائة مسجد .










موسكو
ولاية اسلامية













[ استطاع التتار إخضاع ولاية " موسكو
" للحكم التتري الإسلامي .. وذلك في الفترة من عام 1557 الي 1783 ميلادية ..
وكانت موسكو تدفع الجزية للتتار مقابل الدفاع عنها .. وكانت جمهورية " تتار القرم " من أنشط الجمهوريات
الإسلامية في الدفاع عن الإسلام ونشره والتعريف بهداياته وتعاليمه السمحة .. كما
كانت اللغة التترية من أوسع اللغات الإسلامية انتشارا في هذه المنطقة من العالم .. وقد حر ص الشعب
التتري المسلم علي تدوين اللغة التترية بالأبجدية العربية .. ووضعوا بها العديد من
المؤلفات القيّمة .

















توحيد
كلمة المسلمين













[ حرص التتار علي توحيد كلمة المسلمين في
آسيا الوسطي وروسيا الأوروبية في دولة اسلامية واحدة .. لكن التتار تعرضوا لمؤامرة شرسة أدت الي احتلال
الروس لأراضيهم .. كما تعرّض

جميع سكان جمهورية تتار القرم للتهجير الجبري
اللا إنساني .. الي أكبر صحراء جليدية في العالم وهي سيبيريا .. وبعد أن كانت هذه
الجمهورية من أهم مناطق العمران البشري .. تحوّلت الي أطلال بعد أن أباد الروس
السوفييت كافة معالم التراث الإسلامي من مساجد ومدارس ومكتبات .












14
مليون تتري يعيشون في المنفي










[ يبلغ عدد التتار أكثر من 18 مليون نسمة من
المسلمين
.. منهم أربعة ملايين نسمة يعيشون في
جمهورية تتارستان أو تتاريا .. بينما يعاني أكثر من 14 مليون تتري مسلم من التشرّد
والعيش في المنفي بعيدا عن وطنهم الأم " جمهورية تتار القرم " التي
تأسست في عام 1427 ميلادية حتي ألغاها الروس السوفييت في عام 1943 ميلادية .











[ وجمهورية تتارستان أو تتاريا الواقعة في
نطاق روسيا الإتحادية .. ليست بديلا لجمهورية
تتار القرم .. ويوجد في تتارستان عدد كبير من الروس الذين هجرّتهم السلطات الروسية
الي هناك للحد من الغالبية التترية المسلمة .. وبالرغم من ذلك فإن تتارستان
تضمّ65% من إجمالي عدد سكانها من المسلمين .. ولا زالت هويّة جمهورية تتارستان هويّة
إسلامية غالبة .







ندوة
قازان










[ عقدت في مدينة " قازان " عاصمة "
تتاريا " ندوة دولية حول الحضارة الإسلامية هناك .. وذلك في الفترة من 15 الي
18 ربيع الأول عام ا422 هجرية ـ الموافق للفترة من 7 ـ 10 يونيو عام 2001 ميلادية
.. وقد نظمتها جامعة قازان بالتعاون مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة
الإسلامية باسطنبول ـ التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ـ وأكاديمية العلوم في
تتاريا أو تتارستان وبعض المؤسسات
الإسلامية في روسيا الإتحادية .











[ ألقت الندوة المزيد من دوائر الضوء علي
أحوال المسلمين في تتاريا وفي منطقة " الفولجا " و " الأورال
" والتي تضم شعوبا مسلمة ذات تاريخ اسلامي عريق لا زالت تعيش في النطاق
الروسي .. هم في مسيس الحاجة الي التعريف بهم .. كيف كانوا وكيف أصبحوا ؟ .. وفي
مقدمة أهداف هذه الندوة هو تمكين التتار من إعادة صياغة تراثهم الإسلامي الذي
أباده الروس السوفيت وجمع مخطوطاتهم وتحقيقها بالتعاون مع المؤسسات الإسلامية
العالمية .








[ من الدراسات التي ألقيت في ندوة "
قازان " .. أن التتار واجهوا مأساة كبيرة في ظل الحكم السوفيتي المنهار ..
حيث أعدم السوفييت المجاهد التتري " علي أوغلي " الذي نادي بوحدة
المسلمين في روسيا .










مؤتمر " باغتشة سراي "










[ عقد تتار القرم مؤتمرا لهم في مدينة
" باغتشة سراي " العاصمة التاريخية لجمهورية " تتار القرم "
وتحدثوا في هذا المؤتمر عن التاريخ الإسلامي للتتار.. وطالبوا بإعادة انشاء
جمهوريتهم التي تلاشت من الخريطة السياسية.. كما أسسوا جمعية أطلقوا عليها اسم
" كورولتاي " وهو اسم برلمانهم التاريخي .. وسيطرت علي المؤتمر ذكريات التهجير الجبري
من وطنهم الي سيبيريا ومناطق روسية أخري .. ووصفت الدكتورة " عائشة سيد
مرادوف " ـ التترية ـ قسوة التهجير وهمجية الروس في نفي الشعب التتري المسلم
من بلاده في عربات نقل الحيوانات والبضائع في أطول رحلة شاقة في التاريخ التتري ..
ومما روته عائشة التترية أن أعداد القتلي من المسلمين التتار .. قد رسمت خطا
متوازيا مع قضبان السكك الحديدية .. وأن القطارات التي نقلتهم بعيدا عن وطنهم ..
لم تكن تتوقف الا لأجل الإستزادة بالوقود وإلقاء جثث الموتي .. حيث مات الشيوخ
والأطفال من شدّة تكدس العربات التي ظلت تسير ليلا ونهارا مدّة شهر كامل .. وانتشر
التيفوس وفتك بالناس .. وكانت تلقي الجثث من نوافذ القطار الضيقة بأعلي العربات ..
لقد مات الكثيرون جوعا وعطشا .. فالمرضي وكبار السن تساقطوا في الأيام الأولي من
الرحلة الي المجهول .. فقد حكم السوفيت علي شعب تتار القرم بالنفي الجماعي ..
وسيظل الحكم نافذا .. فغير مسموح لأحد من بقايا هذا الشعب التتري أن يعود الي وطنه
القرم .. فقد طويت صفحة شعب تتار القرم في صمت !










تدوين التراث التتري













[ ويسعي الشعب التتري المسلم .. بكل ايجابية
الي إعادة تدوين تراثه الإسلامي الذي أباده الروس عمدا منذ 18 مايو عام 1944
ميلادية ..وفي سبيل الحفاظ علي هذا التراث الإسلامي القيّم .. قام التتار بتحويل
هذا التراث الي تراث شفهي .. وأجادوا تحفيظه للأجيال التترية المسلمة .. حيث صاغ
التتار تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في أناشيد قومية يرددها كل مسلم تتري .. وقد
نحج التتار في الحفاظ علي تراثهم الإسلامي .. كما نجحوا في صيانة هويتهم العقائدية
.








[ وتقوم أكاديمية العلوم في جمهورية
تتارستان .. بدور مهم في إعادة تدوين التراث الإسلامي التتري .. حيث تكوّن العديد
من اللجان العلمية .. لجمع نسخ المخطوطات الإسلامية وتحقيقها والتأكد من صحتها
ومطابقتها علي التراث الشفهي الذي توارثت حفظه الأجيال المسلمة .








[ وتؤكد المؤسسات الإسلامية في جمهورية
تتارستان .. أن الشعب التتري المسلم لم يستجب للغزو الفكري الشيوعي .. فكل مسلم
يرفض الشيوعية التي تتنافي مع مبادئ جميع الأديان وفي مقدمتها الدين الإسلامي
الحنيف .








[ وتقوم الإدارة الدينية في مدينة قازان
العاصمة .. بدور إيحابي في التعريف بالإسلام .. وتقوم دار الإفتاء هناك بتوفير
الدعاة اللازمين للعمل بالمساجد والمدارس الإسلامية وبيان أحكام الإسلام في مختلف
القضايا .. كما تحرص الأسر المسلمة علي تربية النشئ المسلم التتري تربية إسلامية
خالصة وربطه بقضايا الأمة الإسلامية .