الإسلام في ألبانيا

الإسلام في ألبانيا

[ ألبانيا .. هى دولة إسلامية خالصة في
قارة أوروبا .. وقد عرفت الإسلام منذ القرن الهجرى الأول .. عن طريق الأندلس وآسيا
الوسطى .. وقد أسس المسلمون في ألبانيا حضارة إسلامية زاهرة .. تمثلت في بناء آلاف
المساجد والمكتبات ودور العلم الإسلامي .. كما أسهموا في ترقية المعارف والعلوم في
قارة أوروبا .. ووضعوا مئات المؤلفات في مختلف المجالات العلمية والأدبية .. وقد
أصبحت اللغة الألبانية من أشهر اللغات الإسلامية في شبه جزيرة البلقان وأوروبا
الشرقية .

[ والشعب الألبانى المسلم .. من الشعوب
الأوروبية التى حافظت على هويتها العقائدية .. وإشتهروا بحفظ القرآن الكريم الذى
اسهم بدور إيجابى في تعريب اللسان المسلم .. كما كتبوا لغتهم بالحروف العربية ..
وقد أهتمت الأسر المسلمة بتربية الأبناء تربية إسلامية صحيحة .. وتوجد في ألبانيا
العديد من المدن التى أشتهر سكانها بحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده .. ومنها
مدينة " أبراش" التى أنجبت مشاهير قراء القرآن الكريم في ألبانيا ..
ومدينة " تلاشت" التى أنجبت عددا لابأس به من علماء الإسلام .. ومدينة
" بارات" التى بنيت جميع منازلها وفقاً للعمارة الإسلامية .. وتضم هذه
المدينة قلعة تضم مكتبة كبيرة تحتوى على مخطوطات وآثار إسلامية نادرة .

[ تبلغ مساحة ألبانيا .. ( 28 ألف و748
كيلو مترا مربعا ) .. ويبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين و376 ألف نسمة .. ويوجد عدد
كبير من الألبان في الدول الأخرى .. حيث يوجد ثلاثة ملايين ألبانى في تركيا ..
ومليون ونصف المليون في دول شبه جزيرة البلقان .. ومثلهم في اليونان .. وعاصمة
ألبانيا هى مدينة "تيرانا".. ونظام الحكم هناك جمهورى .. وقد إنضمت
ألبانيا إلى الأمم المتحدة في 14 ديسمبر عام 1955 ميلادية .. والعملة الألبانية
أسمها " لك" .

[ وتميزّ الشعب الألبانى المسلم بأن جذوره
عربية خالصة .. فجدّهم الأكبر هو "جبلة بن الأيهم" .. لذا قاموا بتعريب
لغتهم الألبانية فاستعاروا البجدية العربية في كتابة هذه اللغة .. وظلت الأبجدية
العربية سائدة حتى عام 1339 هجرية ( 1920 ميلادية ) .. كما يوجد جزء من الشعب
الألبانى من اصل قوقازى .. وقد عثر في مدينة " قوقاز" – الموجودة بألبانيا – على وثائق مهمة تؤكد ذلك .

[ عُرف الشعب الألبانى في التاريخ الإسلامي
باسم " الأرناؤوط" .. وكلمة ألبان.. هى في الأصل " أربان"
التى تعنى " المزارع" .. حيث يعمل بالزراعة غالبية الشعب الألبانى وذلك
لخصوبة أراضيها وصلاحيتها للزراعة المستمرة .. وتمثل الثروة الزراعية مورداً
إقتصادياً مهما لدى الشعب الألبانى المسلم .. كما توجد في ألبانيا ثروات حيوانية
ومعدنية مهمة .

[ تحدّ ألبانيا .. من الشمال الشرقي :
جمهورية مقدمنيا .. ومن الشمال الغربي : جمهورية الجبل الأسود .. ومن الجنوب
الشرقي : اليونان .. ومن الغرب : البحر الإدريايتكى ..وقد فتحت ألبانيا صدرها
للحكم الإسلامي .. فقامت دولة الخلافة العثمانية بمساعدة الألبان للتخلص من الحكم
البيزنطى وذلك في عام 855 هجرية (1451 ميلادية) .. وقد عهدت دولة الخلافة
الإسلامية إلى الألبان مهمة حكم بلادهم بأنفسهم .. وتركوا لهم حرية التصرف في
أملاكهم وأموالهم .. وأقروا للأقليات الدينية غير الإسلامية بكل الحريات المشروعة
في إقامة شعائر دينهم .. وشعر أبناء هذه الأقليات بعدالة الحكم الإسلامي وسماحة المسلمين
.. فدخلوا في دين الله أفواجاً .

[ وتوجد في العاصمة " تيرانا"
مدارس ومعاهد إسلامية لتخريج أئمة المساجد والدعاة .. وكان الأزهر الشريف – ومازال – مقصداً لطلاب العلم من أبناء الشعب الألبانى المسلم .. وقد رصد
الأزهر الشريف لهم المنح الدراسية اللازمة وأوفد إليهم دعاة من الأزهر للتعاون مع
المؤسسات الإسلامية في ألبانيا لنشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة .. وقد سجل
التاريخ الألبانى أسماء العلماء الذين تخرجوا في الأزهر الشريف .. منهم الشيخ
" حسنى خوجا"الذى درس في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر .. وأدى دوراً
مهماً في التعريف بالإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية .. والشيخ توفيق إسلام
يحيى الذى عمل مدرساً بالكليات الأزهرية في القاهرة .. والشيخ سليمان الألبانى
الذى تصدى لمزاعم المفرضين وغيرهم .

[ومن علماء الإسلام في ألبانيا الذين
أهتموا بإصدار الموسوعات الإسلامية .. الشيخ شمس الدين سامى .. الذى أصدر موسوعة
" قاموس الإسلام" في ستة أجزاء .. ونبغ عدد لابأس به من المفكرين
والدباء والقراء الذين دافعوا عن الإسلام وقيمه ونشروا هداياته في مؤلفاتهم .

تعرّض الشعب الألبانى المسلم لحكم شيوعى
بعد الحرب العالمية الثانية .. فوضعت العراقيل أمام تحركات الدعاة .. وأغلقت
المساجد وتحولت إلى متاحف ومخازن .. وألغوا منصب المفتى ومجالس علماء الإسلام
وتلاشت دور التعليم الإسلامي .. وبلغت المأساة إلى حدّ خطر الصوم وإقامة الصلوات
.. وقد تحدى المسلمون شراسة العداء الشيوعى .. فظلوا يمارسون شعائر دينهم الإسلامي
الحنيف في سرية تامة .. حتى سقطت الشيوعية في ألبانيا .. وتولت البلاد سلطات
فعلّقت بها آمال المسلمين .. وقد شهدت الفترة الأخيرة إنفراجاً نسبياً ..
وإنفتاحاً على بلدان العالم الإسلامي .. الذى هبّ لإزالة أثار الحقبة الشيوعية ..
وتلبية إحتياجات الشعب الألبانى المسلم .. ورواء عطشه الشديد للنهل من المعارف
الإسلامية من جديد .

[ تأسست الدول الإسلامي – وفي مقدمتها مصر والسعودية – العديد من المراكز والمؤسسات الإسلامية
.. في العاصمة تيرانا والمدن الأخرى .. وفتحت الجامعات الإسلامية صدرها لقبول طلاب
العلم الإسلامي .. ونشطت المؤسسات الإسلامية لإفتتاح المدارس والمعاهد والكليات
الإسلامية في ألبانيا .

[ وقد شهدت ألبانيا .. منذ أيام .. حالة من
عدم الإستقرار والفوضى .. أدت إلى قيام الدول بإجلاء رعاياها .. وكانت مصر مقدمة
الدول التى أهتمت بترحيل رعاياها عن ألبانيا .. وبدأت هذه الحملة بإجلاء السيدات
والأطفال .. والمعروف أن هناك جالية مصرية تضم نحو 500 مصرى أغلبهم من أعضاء
البعثة الأزهرية وعدد من العاملين في المعارف الإسلامية .

[ وقد أشارت أحدث التقارير أن الشعب
الألبانى المسلم .. يعيش الأن بلا غذاء أو دواء .. وقد أهتمت دول العالم رصد
مايدور في ألبانيا من فوضى وعدم إستقرار .. وتوقعت دوائر عالمية أن ألبانيا تتعرض
لأخطار جسيمة تهدد بحرب أهلية .. على نمط الحرب التى دارت في الصومال ومازالت
آثارها ممتدة حتى اليوم .. وهذا يدعونا أن تتوجه إلى الله تعالى بالدعاء .. أن
يحمى الشعب الألبان المسلم من ويلات هذه الحرب الأهلية المتوقعة .

» الإسلام في البرازيل
» الإسلام في البلقان
» الإسلام في البلقان