قرأت لك في
العدد رقم 62 للسنة الثانية الموافق
3/1/2000ميلادية من جريدة أخبار المسلمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البحث عن الماء 00 عبادة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زجاجة المياه
أغلى من برميل
البترول
بقلم :أ0د0أحمد الراعى إمام سليمان
كلية الزراعة جامعة القاهرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآيتان اللتان
تحدثتا عن( الماء والحياة )هما قوله تعالى :"وجعلنا من الماء كل شئ حى
"سورة الانبياء ـ آية (30)وفيها
يظهر صراحة إبداع الخالق جل وعلا فى جعل الماء ضروريا لكل كائن حى 0
وقوله تعالى
" والله خلق كل دابة من الماء "سورة النور ـ آية (45) وهاتان الآيتان
واضحتا الدلالة فى علاقة الماء بالحياة وتنحصر فى :
*أن الماء هو
العنصر الأساسى فى خلق الكائن الحى ،ثم فى تكوينه 0 فالماء هو عنصر الحياة الأول
وسرها ـ فكل مافى الأرض من حياة ونماء إنما هو أثر من آثار المياه 0 وقد قرن
العربى القديم فى الصحراء العربية الماء بكل معنى خير والعديد من أمثال العرب
القدماء تتحدث عن موضوع الماء سواء كان سحابا أممطرا أم سيلا أم مستقرا فى الارض 0
وقد لقب العرب
لكثرة تشوقهم للغيث ببنى ماء السماء ولم لا فالماء هو عصب الحياة وقد قامت حضارات
على مجارى الأنهار مثل الحضارة الفرعونية وحضارات مابين النهرين 0
ومن ثم لم يكن
عجبا أن تصبح قصة هاجر فى البحث عن الماء لابنها إسماعيل منسكا تعبديا من مناسك
الحج فى السعى بين الصفا والمروة 0
وقد دار الزمن
دورته ليصبح البحث عن الماء مشكلة الشعوب والدول وان التعمير جعل الحكومات تتسابق
فى بسط سيطرتها على المسطحات المائية وليس على آبا البترول 00
حقا إنها لحكمة
بالغة 00والله غالب على أمره 0
*الماء هو العنصر الأساسي
الذي لاغني عنه لاستمرار حياة الكائنات بعد تمام الخلق والتكوين 0
*فهو يدخل في كل
العمليات البيولوجية والصناعية ولا يمكن لأي كائن حي أن يعيش بدونه والنباتات
تحتاج إليه لكي تنمو وقد أثبت علم الخلية أن الماء
هو المكون الهام
في تركيب مادة الخلية وهو وحدة البناء في كل كائن حي نباتا كان أم حيوانا وأثبت علم الكيمياء
الحيوية أن الماء ضروري لقيام كل عضو بوظائفه وبدونه لا تتوافر له مظاهر الحياة
ومقوماتها 0
و ورود أن كل دابة
خلقت من الماء في القرآن قد تعني ما يحاول أن يثبته العلم الحديث من أن الحياة
خرجت من البحر
ونشأت أصلا في الماء ثم تنوعت الأنواع و تفرعت الأجناس ولكن لا يمكن تعليق الحقائق
القرآنية الثابتة علي النظريات العلمية القابلة للتعديل والتبديل ونكتفي بإثبات
الحقيقة القرآنية وهي أن الله خلق الأحياء
كلها من الماء0
*أي كائنات حية
خارج المجموعة الشمسية عالقة كانت أم غير عالقة لابد أن تشترك مع الكائنات الحية
علي الأرض في إحتياجها للماء كما هو ظاهر في الآيات هذا مع ملاحظة أن الكائن الحي
كما عرفه علماء البيولوجي هو الذي يقوم بعمليات
التغذية والإخراج
والتكاثر والحركة أما الملائكة والجن فلا يعتبران كائنات حية حيث أن الملائكة خلقت
من نور والجان خلق من نار ولم يخلقا من الماء 00