الإسلام في هُندوراس

الإسلام في هُندوراس

[ هُندوراس .. هى إحدى دول أمريكا الوسطى .. التى توجد بها أقلية مسلمة معاصرة .. استطاعت ان تنشر الإسلام بين سكان هندوراس .. حتى بلغ عدد المسلمين أكثر من ثلاثة آلاف نسمة .. وهذا العدد رغم قلته الواضحة الاّ انه يعتبر انجازاً إيجابياً حيث كانت أعداد المسلمين هناك منذ عشر سنوات لا تزيد عن مائة مسلم فقط من الذين هاجروا إليها منة الدول العربية .

[ وتبلغ مساحة هندوراس 112 ألف و88 كيلو مترا مربعا .. بينما يبلغ عدد السكان ثلاثة ملايين و191 ألف نسمة والعاصمة هى مدينة " تِجْيُو سَجَالْبَا" والعملة المتداولة هناك أسمها " لمبيرا" ونظام الحكم جمهورى .. وقد احتلتها أسبانيا عام 908 هجرية ( 1502 ميلادية ) واستمر الاحتلال الأسبانى لهندوراس حتى عام 1254 هجرية ( 1838 ميلادية ) حتى حصلت على استقلالها ثم انضمت إلى الأمم المتحدة في 17 ديسمبر عام 1945 ميلادية .

[ وتقع هندوراس في وسط أمريكا الوسطى .. يحدّها من الشرق والشمال : البحر الكاريبى .. ومن الغرب : جواتيمالا وسلفادور .. ومن الجنوب : نيكاراجوا .. وبالرغم من أن الجبال تشغل أكثر من نصف مساحة هندوراس .. الاّ أن معّدل الكثافة السكانية قد تبلغ 30 نسمة في الكيلو متر المربع .

[ وأغلب سكان هندوراس من الهنود الحمر والأسبان بالإضافة إلى عدد لابأس به من الأفارقة .. واللغة السائدة في هندوراس هى اللغة الأسبانية .. إلى جان اللغة الإنجليزية .. ويوجد هناك جالية عربية قدرت أعدادها بأكثر من سبعة آلاف عرب .. أغلبهم من لبنان وسوريا وفلسطين .

[ والسبب في عدم إنتشار الإسلام في هندوراس .. أنها خصصت للإستعمار الأسبانى الذى لاحق العمل الإسلامي بعد سقوط دولة الأندلس .. وقد كان العمل الإسلامي ممنوعا على المهاجرين إلى هندوراس .. وقد عثر مؤخراً على وثائق مخطوطة يعود تاريخها إلى القرن العاشر الهجرى .. وتحدثت هذه الوثائق على معاناة المسلمين ومأساتهم في مواجهة محاكم التفتيش التى تعقبت كل ما هو إسلامي حتى تم تفريغ هندوراس من المسلمين .. لذا لم يجهر المسلم بإسلامه .. وأشارت هذه الوثائق المخطوطة أن المسلمين ظلوا يؤدون شعائر دينهم الإسلامي الحنيف سراً .. ويخفون المصاحف الشريفة حتى لاتصل إليها يد المستعمر الأسبانى .. بينما أحتوت بعض الوثائق على قصائد شعر يتبالى فيها الشعراء على دولة الأندلس التى ضاعت من المسلمين .

[ وتحكى بعض الوثائق .. أن أمراء من المسلمين الأفارقة .. قد هجرّوا بالقوة إلى هندوراس كرقيق للعمل في زراعة الموز والحاصلات الزراعية الأخرى .. والعمل في المراعى وغير ذلك من الأعمال اليدوية .. وكيف أجبروا على تغيير عقديتهم الإسلامية .. لكنهم احتفظوا بإسلامهم في قلوبهم .. وقد عثر على هذه الوثائق في مدن فيها مدينة سان بدور سيولا ومدينة البروجرسو وغيرهما .

[ بدأ تنظيم المجتمع الإسلامي في هندوراس منذ عدة سنوات .. بإنشاء جمعية هندوراس الإسلامية التى أعدت مشروعا لإنشاء أول مركز إسلامي في العاصمة "تجيو سجاليا" يضم مسجداً جامعاً ومدرسة إسلامية وقاعات للندوات والمحاضرات ومكتبة إسلامية .. كما أسست الجمعية صندوقاً للوقف الإسلامي للإنفاق من عائده على المشروعات الإسلامية وفي مقدمتها مشروع إنشاء المركز الإسلامي في العاصمة .. وقد أشارت بعض التقارير الإسلامية .. أن المسلمين في هندوراس يحتاجون إلى دعم مالى لإنشاء مؤسساتهم الإسلامية .

[ ويوجد في هندوراس ثلاثة نوادى إسلامية مؤجرةة حتى تتمكن الأقلية المسلمة من أداء شعائر دينها بصورة جماعية .. وتوجد هذه النوادى في العاصمة وبعض المدن الأخرى .. وقد بدأت الجمعية الإسلامية في هندوراس اجراء إتصالات مع المؤسسات الإسلامية في جواتيمالا والسلفادور ونيكاراجوا .. لتنسيق العمل الإسلامي في هذه المنطقة من العالم .. وإنشاء أول مجلس إسلامي أعلى في أمريكا الوسطى .

[ ومن أهم الإنجازات التى حققها المسلمون في هندوراس .. حصولهم على موافقة السلطات بمنح المسلمين كل يوم جمعة اجازة من أعمالهم لتأدية صلاة الجمعة .. وإنشاء مدرسة إسلامية لتحفيظ القرآن الكريم ويقوم بالتدريس في هذه المدرسة والتى توجد بالعاصمة بعض المتطوعين من أبناء الأقلية المسلمة في هندوراس .

[ وتقوم جمعية هندوراس الإسلامية بدور مهم في التعريف بالإسلام ونشر هدايات الدين الإسلامي الحنيف .. والعمل على جذب الأفارقة لاعتناق الإسم باعتبار أن أجدادهم من المسلمين الذين أجبروا على التخلى عن عقيدتهم .. كما تسعى الجمعية إلى نشر الوثائق الإسلامية التى عثر عليها هناك مؤخراً وترجمتها إلى اللغتين الأسبانية والإنجليزية .

[ إن المسلمين في هندوراس متعطشون للنهل من المعارف الإسلامية الصحيحة.. وفي حاجة إلى الدعم من المؤسسات الإسلامية العالمية حتى يتمكنوا من إبراز هويتهم العقائدية وإقامة المساجد والمدارس الإسلامية .

» الإسلام في البرازيل
» الإسلام في البلقان
» الإسلام في البلقان